عزيزي صاحب السريرة:
نبكي بعد فوات الآوان ، عادة مورثة لا تتغير ، ولا نتعلم ، البكاء علي اللبن المسكوب ، لا نحذر ، ولا نتعظ ، ننجرف وراء الجمود فنبقي صامدين حتي ننهار ، ننهار حينما تتلظي نيران الندم ، الحنين ، والشوق ، في أفئدتنا ، فنحترق بعد حين ، ويفوت الآوان .
وتحتاجنا رغبة البكاء ، البكاء حتي الإكتفاء ، فلم نحذر أبدًا ، ولم ننتهز الفرصة بصورة جيدة ، فنبقي عالقين بين يا ليت كان ، وقد صار ، فنغرق في بحر الندم ، ونغرد بكاءًا كالطيور الحزينة علي أطلال الماضي ، ونتقافز من نار إلي نار ، من الحاضر المبكي ، للماضي المهدور .
نتسائل: هل الحياة فرصة واحدة ، وهل يمكن العودة للوراء لحظة الإختيار ؟ ، دموعنا جفت فبكي قلبنا ، تلاحقنا الذكريات كالظل ، ولا ملجأ أو مأوي نجده لنودع لديه ثقل الأحلام ، والذكريات هاته ، ، "فكم من فرصة ضاعت من بين أيدينا، وكم من كلمة لم تقل، وكم من حلم لم يتحقق؟"
ربما نكون قد تعلمنا من أخطائنا، ولكن هل تغيرنا حقاً؟ ، أم تتكرر الأخطاء ، وكأننا محكمين داخل نفس السيناريو ، هل هناك خيطًا من الوعي يوصلنا لبر الأمان؟
نبع السر
منة محجوب 🖤✍🏻
20 مارس 1901
#منة_محجوب #سلسلة_رسائل_أدبية #رسالة #رسائلكم #خربشات #نصوص #أدبيات #كلمات
التعليقات