في لحظة تجلي وانسلاخ من الواقع ورفرفة في سماء الأحلام بداخل رأسي ...
تخيلت نفسي قد بدأت بل وأنهيت كتابا من تأليفي الكامل بعد ما وضعت له عنوانا و صممت له غلافا و أشرفت عليه دار نشر حمقاء قررت المغامرة معي .
ها أنا ذا أنهيت الكتاب وفي انتظار نزوله في معرض القاهرة الدولي للكتاب ..
مربط الفرس هنا هو ماذا بعد ما طُبع وكثرت نسخه وبدأ في الجلوس علي الأرفف في أحد الأجنحة ؟
قررت حينها أني لن أقوم بحفل توقيع لأذهب وألتقط بعض الصور مع أناس لا يعرفون عني سوا بضع كلماتي التي قررت نشرها بعد ما جمعتها وحددت لها عنوانا داخل غلاف .
بالتأكيد سأكون في حالة من الهدوء الغير معهودة لطبيعتي ولكن دائما كلامتي توحي بعمق عجيب تجعل من يقرأهم يظن أنه سيري إنسانا صوته هادىء ، رأسه كبير ماديا .
طوال سنوات حياتي لم أشعر بأني بي رغبة برؤية كاتب ، فنان .. لا أشعر بفكرة أن حياة الشخص هي النقطة الصغيرة التي قرر أن يظهرها للناس ....
الكاتب لا تتلخص حياته في تأليف كتاب !
الممثل لا تتلخص حياته في فيلما أو مسرحية !
الفنان لا تتلخص حياته في لوحة أو تصميما !
كيف نسمح لأنفسنا بهذا الحال .. كيف أُضيق علي نفسي شكل الحياة وأقرر أن أضع نفسي في قالب من الجدية الخام ، وهذا كله بطبيعة حال البشر فهم لا ينظرون إلا من زاوية واحدة وتكون أشد الضيق سواء في خير أو في شر ولكن الجميع له الحكم عليك وستأخذ لقبا و ووصفا مهما حاولت الفرار .
يوليو ،٢٠٢١