الواقع الكائن ومرارته
تذكرني الصورة الوسيطة برواية الكاتب الإنجليزي الشهير جورج هربرت ويلز "آلة الزمن"، يسافر البطل إلى المستقبل البعيد؛ ليجد الجنس البشري ينقسم إلى فصيلين متضادين، الأيلو الذي يحب الرقص والفاكهة ولا هم له إلا الاستمتاع بالحياة، والمرلوك الذي يتغذى على الأيلو في إشارة إلى طبقية القرن 19، ولكن لا مانع أن يمتد التشبيه العظيم إلى منطقة أخرى، تعود بشكل صارخ على الازدياد في تعاطي المنتجات الاستهلاكية، سواء في شكلها المادي أو المعنوي، وخاصة الإنترنت الذي سهّل انتشاره الكثير من الأشياء والثقافات الغريبة (وليست كل الثقافات نافعة).
الأمر الذي يدفعني إلى تذكر الصفحات المنتشرة على الفيس بوك، وكل منشوراتها التي هي عبارة عن فيديوهات عن المنتجات الصينية، وكيف ستسهل هذه المنتجات حياتك، مع موسيقى أصبحت مستفزة من كثرة ما كرروها في أعمالهم، لأظن ظنًا شبه يقيني أن الأمر مؤامرة من الصين للتسويق لمنتجاتها، خاصةً إذا رأيت كم التعليقات السائلة عن هذه المنتجات التي تقدم حلًا أسهل لمشكلة محلولة بالفعل.
ربما طريق انحدار الإنسان سيكون على يد المنتجات الاستهلاكية، وانحدار الغرائز، وأجد أن تصنيف المنتجات الاستهلاكية يجب أن يمتد إلى أكثر من المنتجات التجارية، إلى مواقع التواصل الاجتماعية، والمشاهير وحتى الإنسان نفسه أصبح منتجًا ومحاولة نمذجة الحياة في صورة ممنهجة، لا تخدم الإنسانية ولا تراعي الطبقات، صورة مشوهة، من السينما إلى التلفاز وقنوات البث، ...إلخ)
أو الصورة المثالية التي يرسمها الإنترنت حول المشاهير على سبيل المثال؛ فيهيئ للناظر أنهم في جنةٍ من نعيم، فتصيب الإنسان، باليأس.
أذكر القراءة هذه الأيام عن أشخاص تبنوا أطفالًا؛ واحدة تنبت صبيًا عمره 3 أشهر وأرجعته إلى الميتم وعمره 11 عامٍ، وآخرون أرجعوا فتاةً تبنوها لمدة 3 أعوام؛ لأن الزوجة قد أصبحت حاملًا.
والقائمة تطول.
التعليقات