كثير من الناس يرى ان قوة الفكر تختلف تماما عن قوة العمل،، وان من يعمل افضل ممن يظل يفكر ولايتحرك ،، وان من يفكر ليس كمن يعمل،، وان صاحب الفكر يبذل المزيد من المجهود الذهني ولايترجمه الي عمل مثل من يعمل ويتحرك ببدنه ،، وهذه الأمور اذا عرضناها على منهج الإسلام القويم سنجد انها خاطئة بالكلية تماما،، حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما رواه الترمذي ( الدال على الخير كفاعله) ،، وفي رواية ابن حبان في صحيحه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ( الدال على الخير كأجر فاعله)

وهذه القاعدة النبوية العليا نتعلم منها ان قوة الفكر التي تدل على الخير لاتختلف ابدا في الأجر عن العمل والتحرك نحو هذا الخير،، فضلا عن أن العمل والتحرك نحو الخير ما كان يوجد الا بوجود قوة الفكر والقول التي دلت عليه وارشدت إليه،، فالعمل بلا فكر هو لاشك عبث لا فائدة منه ،، فيكون حتما ولاشك ان الدال على الخير له اجر فاعله ،، وعنه صلى الله عليه وسلم انه قال ( من سن سنة حسنه فله أجرها وأجر من عمل بها ،، ومن سن سنة سيئه فعليه وزرها ووزر من عمل بها )

نعم ان الفكر هو المحرك الأول والمدافع الأول نحو العمل،، وأنه لولا الفكر ما وجد العمل ، وبحيث تكون نوعية الفكر تكون نوعية العمل ، فلو كان الفكر خبيثا مدمرا كالفكر اللاديني الماسوني فإن كل ماينتج عنه من عمل كله نحو الدمار والخراب باسم الحريه والديموقراطيه والمصالح الوطنيه المشتركه وكل هذه الشعارات الفارغة الجوفاء لأن بذرة الشر لاتنبت الا الشر ،، وإذا كان الفكر ناصعا طيبا فإنه حتما ولاشك سينتج عنه مزيد من الخير فدعوة ان لا اله الا الله محمد رسول الله أنشئت دولة إسلامية كبري دان لها ولحضارتها الأسود والأحمر والاصفر وسقطت امبراطوريتي فارس والروم بفضل دعوة الإسلام ومن اتبعها رغم شدة الصعاب والتحديات .