هناك أشخاص ولدوا معك في بيت واحد و أسرة واحدة أو في مكان واحد قد يكونون إخوة أو جيران أو أصدقاء طفولة .. و هؤلاء يكونون قد تعلقوا بك عاطفيا إلى درجة لا تتخيلها و قد استأنسوا بك و اعتمدوا عليك و وثقوا فيك و ربما أحبوك فوق ما تتخيل .. ربما أنت لم تنتبه و لم تلاحظ .. لعلك لا تدرك أنهم كذلك أو ربما يبالغون في مشاعرهم تظن هذا لأنك لست مثلهم و لا تشبههم و ترى أن العواطف مجرد سطحيات و لعب لا غير .. و أيضا لعلك لا تدرك أنهم يحتاجونك كمصدر أمان بالنسبة لهم يعتمدون عليه في كل شيء تقريبا في واقع لا يشبههم و لا يشبهونه لا يفهمهم و لا يفهمونه .. إن قيامك بالتخلي عنهم في لحظات ضعفهم و نبذهم بجهالة يعادل عندهم صعقة كهربائية حتى الموت .. لذلك لا تتوقع أن ينزلوا عليك رحمتهم بعد أن قطعت عنهم روابط رحمتك و عطفك بدون أن تحرص على جاهزيتهم و استعداديتهم للإنفصال .. ربما لم يكن في حسبانك أنك تضرهم و لكنك فعلت .. لذلك لا تتسرع في قطع رحمتك عن ما لا تعرف حجم تعلقه بك و احتياجه لوجودك .. و احذر من أن تستهين باحتياجات النفوس و القلوب و العواطف و بأخطار و تبعات كسرها .. لأن القلوب المكسورة لا تستطيع أن ترحم و لا أن تغفر و لا أن تعترف بفضلك عندما ترمى في عز الإحتياج .. لذلك احرص على القلوب حتى تحرص بدورها عليك و على نفسك ..