هناك أشخاص ولدوا معك في بيت واحد و أسرة واحدة أو في مكان واحد قد يكونون إخوة أو جيران أو أصدقاء طفولة .. و هؤلاء يكونون قد تعلقوا بك عاطفيا إلى درجة لا تتخيلها و قد استأنسوا بك و اعتمدوا عليك و وثقوا فيك و ربما أحبوك فوق ما تتخيل .. ربما أنت لم تنتبه و لم تلاحظ .. لعلك لا تدرك أنهم كذلك أو ربما يبالغون في مشاعرهم تظن هذا لأنك لست مثلهم و لا تشبههم و ترى أن العواطف مجرد سطحيات و لعب لا غير .. و أيضا لعلك لا تدرك أنهم يحتاجونك كمصدر أمان بالنسبة لهم يعتمدون عليه في كل شيء تقريبا في واقع لا يشبههم و لا يشبهونه لا يفهمهم و لا يفهمونه .. إن قيامك بالتخلي عنهم في لحظات ضعفهم و نبذهم بجهالة يعادل عندهم صعقة كهربائية حتى الموت .. لذلك لا تتوقع أن ينزلوا عليك رحمتهم بعد أن قطعت عنهم روابط رحمتك و عطفك بدون أن تحرص على جاهزيتهم و استعداديتهم للإنفصال .. ربما لم يكن في حسبانك أنك تضرهم و لكنك فعلت .. لذلك لا تتسرع في قطع رحمتك عن ما لا تعرف حجم تعلقه بك و احتياجه لوجودك .. و احذر من أن تستهين باحتياجات النفوس و القلوب و العواطف و بأخطار و تبعات كسرها .. لأن القلوب المكسورة لا تستطيع أن ترحم و لا أن تغفر و لا أن تعترف بفضلك عندما ترمى في عز الإحتياج .. لذلك احرص على القلوب حتى تحرص بدورها عليك و على نفسك ..
خطأ أخلاقي واحد قد يجردك من إنسانيتك و أنت لا تدري !
للأسف فتحي هذا النوع من الشخصيات لن يبالي بالفعل، فهو لم يفهم مشاعرهم، ولا يستوعب دوره بالنسبة لهم، فهو يرى هذا الحب سوى استغلال يؤخره ويرهقه ويضيع وقته، والأفضل بالنسبة له التركيز على حياته وإهدار طاقته فيما يفيده هو لا الآخرين، وهذه النماذج كثيرة بهذا الزمن، لذا الأصلح أن أوجه رسالة للطرف الآخر، لا تعتمد على أحد سوى نفسك، أنت فقط من يمكنه تقديم الدعم لها.
من المواقف والتجارب التي نمر بها أثناء علاقاتنا بالآخرين، سيظهر من يقدم لك الدعم حتى من غير ما تطلب، ومن يشعر بحاجتك دون أن تقول
لا أعتقد أن هناك من يبادر بالدعم اللازم من تلقاء نفسه أو إحساسا بحاجة قريب له
أعتقد أن سمة التعاطف لا توجد عند جميع الناس ..
على العكس متوفرة ولكن ليست كثيرة، على الأقل من خلال تجربتي، هناك أشخاص مبادرة من تلقاء نفسها والغريب أنك قد تجد أن علاقتك ليست قوية لهذه الدرجة ولكن بادر دون طلب، هذا النوع أقدره جدا فهو شخص يحب المساعدة
أما سمة التعاطف فبالتأكيد ليست متوفرة عند الكل، وحتى حب المساعدة، لا يوجد صفة سيئة أو حسنة يمكن تعميمها
ولكن بادر دون طلب
لا أعتقد أنه اعتقاد سديد و مفيد في مجتمعنا و عن تجربة .. لا يرغب كثير من الناس التدخل في شؤونهم لحل مشاكلهم أو لأجل مساعدتهم إنهم يحتاطون و يغلقون مجالهم من باب الاحتراز و الحذر .. أو ربما تبني اعتقاد إساءة الظن بناءا على تجارب مؤلمة سابقة .. على أي حال من الأفضل أخذ إذن فيما ليس من شأننا هذا هو الإجراء الأفضل ..
المبادرة بالمساعدة ليس تدخل، هذا ما تسببت به العصرية الحديثة، لكن أن نساعد أخ يحتاج لهذه المساعدة ونبادر بها هذا من أنبل الأعمال، وربما قد لا تفهمني إن كنت تسكن المدن والتي لا يعرف بها الجار جاره، أما بالقرى تجد الناس تبادر المساعدة بأي مشكلة وبأي موقف، حتى لو لم يكونوا على صلة قوية ببعضهما
هو من النبل كما تفضلت و من التكرم و التفضل الذي لا يمتلكه الجميع .. بمعنى ليس كل الناس تحب المساعدة .. و ليس كل الناس يفهمون المساعدة على أنها مساعدة .. كل شخص يفسرها على حسب فهمه و حسب نظارته .. و أعتقد أن إساءة الظن و إساءة الفهم هو ما يزعج الراغب في المساعدة و يحبطه و يجعله أكثر كراهية لنفسه و لمن حوله .. لأنه لا أحد يحب أن يكون محكوم عليه بالسوء سلفا قبل أن يثبت حسن نيته ..
التعليقات