الحب من المعاني و المصطلحات التي حيرت و أعجزت و أرهقت الكثير من الباحثين و المهتمين عن إيجاد وصف دقيق و تعريف لغوي مفهوم و معبر و معترف به ، ترى ما هو تصورك أنت عن الحب ؟ و ما مفهومك عنه ؟ و لماذا برأيك يصعب شرح معناه لغويا ؟ شاركونا آراء و تفاصيل لعلنا نستفيد منكم و نفيد غيرنا ليعم النفع و تتبدد الغرابة و الحيرة حول الحب ..

مساهمتي :

المعنى الحقيقي [ للحب ] هو أصلا يتعارض مع القيود و الشروط و لا أدري لما أضافوا له كلمة لا مشروط لأنه لا يوجد حب مشروط لأن الشروط و القيود تلغي الحب .. بمعنى آخر أن من صفات المحب الحقيقي هو أنه لا يتوقع منك شيء في مقابل حبه لك .. كما أنه لا يضع لك قيود عليك اتباعها إلا إذا كان واثق مليون مرة أنها في صالحك .. و لا يمارس عليك بما يسمى بالابتزاز العاطفي ( إذا لم تفعل كذا و كذا فإنني أسحب حبي لك ) .. و أيضا المحب معطي صادق في عطائه لا ينتظر منك لا جزاءا و لا شكورا و لا حتى كلمة شكر ..
و حتى نكون واقعيين و صرحاء مع أنفسنا سنجد أن توصيف المحب الحقيقي لا ينطبق انطباقا تاما علينا كبشر لأننا نحن منقوصين و معرضين لنقصان حبنا لأنفسنا و حبنا للآخر .. و لذلك يقال أن ( الحب ) مراتب و درجات .. و ليس من السهل أن تكتشف و تدرك مقدار و درجة حب شخص حتى تختبره المواقف و الظروف و الشدائد .. قد يكون يحب شيء آخر يخفيه عن طريق ادعاء حبه لك .. قد يحب فكرة أنه شخص يستطيع أن يعيش قصة حب لا غير .. قد يحب مالك أو جمالك أو شيء ما شكلاني فيك .. قد يكون متعلق و يكون هو المحتاج للحب و الاهتمام و لكنه يظن أنه هو الذي يحب و لكنه لا يدري .. هناك الكثير من الدوافع التي تختبئ وراء رداء الحب و ليس من السهل اكتشافها ..
أما الوقوع في حب الروح و الجوهر هذا هو التحدي و الرهان .. و هذا هو الحب العذري النقي
كما أن الحب لا يشترط بالضرورة أن تعلن عنه بالكلمات لشخص تحبه فقد يظهر ضمنيا في الأفعال و المواقف .. و هو ليس حكر على حب الأم و الأب لأبنائهم و لا على حب الزوج لزوجته و لا على حب الأخ لإخوته .. فالحب قد يكون حب فطري من إنسان إلى خالقه و إلى مخلوقاته .. و قد يتخذ شكل حب الحياة و حب المغامرة و حب التعلم و حب السفر و حب حيوانك الأليف المفضل .. فالحب بحر واسع من المشاعر الجميلة اللطيفة التي تجعلنا نشعر أننا بأمان و بخير ما يرام في قلوب من يحبوننا ..
أما الحب المطلوب على الإنسان بإكتسابه و تعلمه حتى تكون حياته العاطفية جيدة و متوازنة هو ( حب الذات ) ، و حتى أزيل اللبس و أرد على بعض من يساوون بين ( حب الذات ) و بين ( الأنانية و النرجسية ) أقول أن هذا غير صحيح بالمرة لأن الأنانية و النرجسية هي صفات نابعة في أصلها من ( ضعف حب الذات ) .. لأن حب الذات شيء مختلف و هو يعني أن تعطي أكبر قدر من الحب لنفسك أولا ، عليك أن تثني على نفسك و أن تكافئ نفسك على الإيجابيات و أن تجعلها تبتعد عن السلبيات .. و يعني كذلك أن لا ترضى بأقل مما تستحق و أن تسند نفسك بنفسك و أن لا تكون إتكاليا في الحب تنتظر و تتوقع العطف و الاهتمام و تستجديه .. بل عليك أن تبحث بنفسك عن الحب الفطري لخالقك لك و الذي ولدت به و أودعه فيك .. و الذي جعلك اصطدامك بواقع لا يدعم الحب تفقده و تنساه ..

منقولة عن :