دعوة لتطوير قوانين مجتمعات حسوب

اسأل ربّك واسأل نبيَّك ليست أسئلَةً مُتبجِّحةً أو ما شابَه، بل هي أسئلةٌ رائعةٌ وكانَ الأولى بِنا حقًّا أن نسأل ربّنا ونسألَ نبيَّنا، وهذِهِ أوّلُ مرّةٍ أرى فيها طرفًا في النِقاشِ يهدي الطرفَ الآخرَ إلى طريقِ إثباتِ خطئه، لو سألتَ ربَّكَ فصلّيتَ واستخرتَ ودعوتَهُ واستفسرتَ مِنهُ أن يهديكَ إلى الجوابِ على حُججِ ذلِكَ الشخصِ لأجابَكَ بإذنِ الله، كما تستطيعُ البحثَ في القُرآن، فقَد أُنزِلَ لهذا الأمرِ تحديدًا، كان الكُفّارُ يقولونَ للنبيِّ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ اسأل لنا ربّكَ عن كذا وكذا فيُنزِلُ اللهُ في القُرآن قُل كذا وكذا. أو لو سألتَ النبيَّ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بالبحثِ في السيرةِ النبويّةِ عن كيفيّةِ التعامُلِ مع هكذا مواقِف لوجدتَ الكثيرَ هاديًا لك.

أمّا الاستفزاز، فقد بحثتُ في كلامِهِ كثيرًا وناقشتُهُ مِن قبل ولم يحدُث لي أن استفزَّني وقرأتُ كلامَهُ في النِّقاشاتِ الأُخرى ولم أجِد كذلِك، قد ينبُعُ الاستِفزازُ عن الجهلِ بالإجابة، فبدلًا مِن أن تبحثوا عن الصوابِ في الإجابة تسبُّونَه؟ وقد كانَ الأولى بعد أنِ سألَكُم عن أخلاقِ ديننا أن تقولوا: لا، هذِهِ أخلاقُنا نحن، أمّا دينُنا فقد قالَ لنا:

وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [آل عمران:133-134]

بالطبع لك الحرية في عدم الإجابة على الأسئلة، لكن ذلك بالنسبة لي هو إجابة أيضاً يمكنني أن أبني عليها بعض الاعتقادات في المستقبل.