مضت أكثر من 3 سنين على إغلاق مجتمع سياسة من قبل إدارة حسوب io ، افتقدنا في طول هذه المدة نقاشات وتحاورات على مواضيع عديدة في غاية الأهمية مرّت على كوكبنا سواء كانت أزمات أو نزاعات عالمية مثل كورونا والحرب الروسية الأوكرانية على التوالي أو مواضيع وتطورات إقليمية تخص بلداننا الإسلامية تحديدًا ، لا أعلم السبب الصراحة ، هل كان هناك ضغوطات كانت تُمارٙس آنذاك على إدارة حسوب للإقدام على هذه الخطوة الجريئة و التي كانت مزعجة وغير مرضية للعديد من أعضاء حسوب io ، أم أن القرار كان فقط نابع من خلال بعض الملاحظات التي لاحظها المسؤولون عن إدارة الموقع ككثرة التصادمات والحزازات السياسية ونحوها ، بالنسبة لي أرى أن الأمر طبيعي جدا في مجتمع كهذا ( لا أؤيد ذلك ) ، والنقاشات في مثل هذه المواضيع وخاصة الدين والسياسة دائمًا ما تكون قطبية إلى حد ما والتمسك بالرأي أحيانًا يفرض نفسه على المناقشين ، ولكن وجود بعض المشوشين وأصحاب الأيدولوجيات المتزمتين في أي مجتمع لا أراه في الحقيقة سبب قوي لإغلاق مجتمع مهم جدا كمجتمع سياسة ، وكان من الأفضل هو محاولة إصلاح لقوانين وأنظمة المجتمع وبالتالي الحد بنسبة كبيرة من التشويشات التي يقوم بها البعض في هذا المجتمع المهم ، وعلى سبيل المثال : أقترح من بين تلك الإصلاحات هي تعيين عدد 2 من المراقبين كحد أدنى لمراقبة المساهمات والتعليقات في هذا المجتمع ، وخاصة التعليقات ( بعض التعليقات ) ، لأن المشكلة الرئيسية بالنسبة لمجتمع سياسة هي بعض التعليقات والردود التي تحتوي على بعض الشتائم أو بعض الكلمات غير اللائقة وأكرر أن مثل هذا الأمر لا يمثل دافع قوي لإغلاق هذا المجتمع المهم والفعًال ، فالحل هو خلق مناخ عام يسوده النقاش البنّاء الذي هو فلسفة حسوب io بالأساس.
لقد أشرتُ إلى أهمية مجتمع سياسة أكثر من مرة أعلاه ، قد يستغرب البعض من ذلك وآخرون يستنكرونه وغيرهم يوافقوني ، في رأيي الخاص أرى أن هذا المجتمع على قمة قائمة المجتمعات التي تجعل من حسوب io مكان لتجمع المثقفين والمفكرين وأصحاب الرؤى في كافة الأمور العامة التي تهمنا كأفراد وكمجتمعات وليس فقط مكان أو موقع للنقاش في ريادة الأعمال والبرمجة ، مجتمع سياسة وثقافة ( الذي بالمناسبة تم حظري من المشاركة فيه قبل أكثر من سنتين بدون أي سبب أو مبرر واضح والحظر مستمر إلى حد الآن ).
قد يرى البعض ومنهم إدارة حسوب أن السياسة هي اختصاص حكر على "السياسيين" وأنها أمور لا تهم المجتمعات في شؤونها اليومية ولكن يؤسفني أن أقول أن ذلك عكس الصواب تماااااامًا ، عندما يجتمع الساسة في كل بلد ، الرؤساء والوزراء ( المسؤولون بصفة عامة ) في جلساتهم دائمة الانعقاد كجلسة مجلس الوزراء ، ماذا يفعلون ؟ هل يقررون شؤونهم الخاصة ؟ شؤون أطفالهم وزوجاتهم ؟ ، إنهم يقررون في شؤوني وشؤونك وشؤون الوطن بالكامل ، سواء كانوا يتآمرون ويكيدون أو يسعون للإصلاح ، وزير التعليم يناقش شأن التعليم في البلد ووزير الاقتصاد يناقش شأن الاقتصاد و....إلخ ، فلا يُعقل أن نقول أننا لا شأن لنا في السياسة ، السياسي يدير أموالنا وثرواتنا ويدبر شؤوننا ويحكم أوطاننا وماذا في الآخر ؟ نغلق على أنفسنا حتى باب التحاور والنقاش في شؤوننا وشؤون ثرواتنا وأوطاننا.
استئثار القلة بالحكم والعمل السياسي واحتكارهم للقرار هو أحد أهم الأسباب الرئيسية في وضعنا هذا كدول في مؤخرة الأمم ، وإغلاق مجتمع سياسة أنا أراه أنه دعم لأحد أسباب فشل أممنا بشكل أو بآخر فلا تقدم بلا إصلاح سياسي ، الإصلاح السياسي هو الحل الوحيد للمضي قدما ، فلا صناعة بلا إصلاح سياسي وإرادة سياسة ولا زراعة ولا إعلام ولا ولا ولا...... ، لا وجود لنا بدون إصلاح سياسي ، ومجتمع سياسة قد يكون بذرة لذلك الإصلاح على الأقل في أحد بلداننا.
إغلاق المجتمع ليس حل جذري للمشكلة أبدًا ، فبحكم أن السياسة تكاد لا تفارق أي مجال أو تخصص أو شأن عام ، فيمكن بكل بساطة تناول المواضيع السياسية ومشاركتها في أغلب مجتمعات حسوب الأخرى ( هذا إن لم يكن جميعها ) ، يمكن للأعضاء مشاركة فكرة سياسية في مجتمع أفكار ، كتاب أو رواية سياسية في مجتمع كتب وروايات ، عمل سياسي يخص الصحة والطب في محتمع الصحة والطب ، العلاقات بين التعلم والتعليم والسياسة في مجتمع التعلم والتعليم ، موقع سياسي في مجتمع مواقع مفيدة ، التاريخ العام ( الذي هو برمته مجموعة أعمال وممارسات سياسية ) في مجتمع التاريخ العام ، أسرار سياسية في مجتمع أسرار وأسئلة بلا أجوبة ، والتقدم كمراقب ومتابع للمشهد السياسي في دولة معينة في مجتمع اسألني وهكذا ، فمن غير المنطقي وغير الممكن وغير المفيد أبدًا فصل السياسة عن الأمور العامة ، ف السياسي اليوم هو من يأمر ويمول البحث العلمي في كافة المجالات وهو من يأخذ قرارات وفقًا لاعتبارات اقتصادية ( ملاحظة : لا يمكن فصل السياسة عن الاقتصاد بتاتًا ، الأمر كذلك بالنسبة للقانون وغيره من المجالات ) ، باختصار القرارات السياسية هي التي تحدد مصيرنا فلا يمكن تجاهلها وعدم الحديث عنها.
النقاشات في مجتمع سياسة يجب أن تكون لتقريب وجهات النظر وخلق إدراك ووعي حقيقي عند المناقشين وهو ما يريده أغلبنا بالفعل هذا هو بذرة الإصلاح السياسي في بلداننا.
ما رأيكم في إغلاق مجتمع سياسة ؟
هل كانت المنفعة وراء ذلك أكثر من الضرر ؟
إذا كنت عضو قديم في حسوب io وكنت قد شاركت مسبقًا في المجتمع ، هل كنت تستفيد من المجتمع كباقي المجتمعات الأخرى في حسوب io ؟ وماهي العيوب والمشاكل التي لاحظتها في المجتمع وماذا تقترح لعلاجها وليس اقتلاع المجتمع من جذوره بالكامل؟
بالنسبة للأعضاء الجدد الذين لم يعاصروا مجتمع سياسة ، هل أنتم متحمسون لإعادة إنشاء مجتمع يناقش الأمور السياسية بشكل منظم وراقي ومناخ عام للمجتمع مضبوط بقوانين وتعليمات إلزامية تصب في مصلحة جميع أعضاء المجتمع ؟
التعليقات