انا لست كاتبة ، انا ثرثارة انا ثرثارة لا تحرّك فمها لكن عقلها لا يتوقف عن الكلام ، كثيراً ما يحدث و يصيبني انفصام فتراني أبكي على مشاهد كوميدية واضحك على مسرحية دراما . أعيش كل ليلة معركة نفسية جديدة ، بين مجموعة نِيَام . أنا فقط من يشهد على توابعي الليلية الطويلة ، والله أيضاً .
أنا لستُ كتابة
على الرغم من الادعاء الذي تبدئين به المساهمة بأنكِ لستِ كاتبةً يا جنى، فانا أرى ان لكِ أسلوب مميز بشكل ملحوظ، وهو الأمر الذي قد يجعل منكِ كاتبة رائعة. وبالإضافة إلى ذلك، أعترض على الطرح الأولي للمساهمة لأن الكتابة -على عكس ما ينادي به الجميع- ليست حكرًا على أحد، ولا أسلوب مناسب لتقنين هذا النشاط الإنساني الذي ظهر وسلكنا نحن البشر منذ قديم الأزل. إن الكتابة لغة، واللغة ليست حكرًا على أحد، وبالتالي فالأمر لا يعتمد على كونكِ كاتبةً أم لا، وإنما يعتمد على المنظور الجديد الذي ترغبين في تقديمه، عن نفسك وعن العالم.
لكلٍ منّا معاناته الخاصّة من زاويته الخاصّة وطريقة تعاطي وتفاعل مع الأمور بشكل مختلف، أنصحك بعدم تقييد مشاعرك مع الوقت والاستفادة من هذا الأمر أو هذه الفلسفة التي تدعى بالفلسفة التاويّة، للأمانة استفدت من أفكار هذه الفلسفة جداً، إذ أنها تدعو البشر على أن يكونوا كالماء، يشقون طرقهم الخاصة بمرونة، لتعرفي أكثر عن الأمر أنصحك بمتابعة هذا المقطع:
وهناك كُتب كثيرة نشرتها دار الحوار السوريّة عن هذا الأمر أو هذه الفلسفة
أظن يا جنى أن الكاتب في حقيقته مثرثر ولكن مثرثر شديد الثرثرة وعلى الورق؛ فكل من يكتب بالضروة عنده الكثير من الثرثرة ليكتبها بدلا من أن يقولها وأرى أن تكتبي عزيزتي جنى ما يجول بعقلك كل ليلة؛ مهما كان هو و مهما حسبتيه لا يستحق أن يُكتب أو يُقرأ؛ فانت نسخة جديدة من الأفكار نحتاج جميعا أن نقرأها ونسمع لها. أنت أنت لك بصمتك الخاصة مهما كان فكرك أو جنونه أو عقلانيته؛ فتلك أنت الأصيلة و أنت متفردة فأنت تمثلين فهماً أصيلاً للوجود و للناس يسرنا جميعاً أن نقرأه وان نسمع له. فهيا أكتبي لتمنحينا الفرصة أن نرى نسخة جديدة من المشاعر و الوجود و العالم هو انت وليس غيرك.
التعليقات