تربية المراهقين في زمن الإنترنت: كيف نفهمهم ونرشدهم؟
صار الإنترنت جزءًا كبيرًا من حياة كل مراهق اليوم. من الدراسة، للألعاب، للفيديوهات والمحادثات، المراهق يقضي ساعات طويلة أمام الشاشة. بعض الآباء يقلقون، وبعضهم يحاول المنع، وآخرون يتركون أبناءهم دون رقابة... لكن ما الحل الأفضل؟
الحل ليس في المنع لان المنع سيشكل كارثة حقيقية .
المراهقون والإنترنت... واقع لا يمكن تجاهله لانه حتى لو صدرت أوامر منزلية صارمة بالمنع من الإنترنت فهو موجود خارج المنزل مع الاصدقاء و المجتمع المحيط
المراهق بطبيعته يحب التجربة والاكتشاف، ويبحث عن الاستقلال، والإنترنت يفتح له أبوابًا كثيرة. لكنه في نفس الوقت، قد يتعرض لمحتوى غير مناسب، أو لعلاقات غير آمنة، أو قد يدمن الجلوس على الهاتف لساعات طويلة دون فائدة.
وهنا تأتي دور التربية، وليس التهديد أو الصراخ.
و السؤال الأهم ماذا يحتاج المراهق من المحيط و تحديدا الاب و الام في هذه الفترة ؟؟
1. أن يسمعوه ويفهموه
المراهق لا يريد من يحكم عليه، بل من يفهمه. اسأله: ماذا تحب أن تشاهد؟ لماذا تتابع هذا الشخص؟ ماذا تتعلم من هذه اللعبة؟
الحوار أفضل من المنع.
2. أن يكونوا قدوة
لا تطلب من ابنك أن يقلل من استخدام الهاتف وأنت تمسكه طوال الوقت. لا يمكن ابدا أن ننكر أن أغلب الأهل يقضون معظم وقتهم و تحديدا لحكم العمل على الهواتف فأصبح يشكل جزء كبير من حياتهم اليومية.
3. أن يثقوا به ويعلّموه المسؤولية
بدل أن تراقبه طوال الوقت، علّمه كيف يختار ما ينفعه، وكيف يحمي نفسه من الخطر، وكيف ينظم وقته بين الترفيه والدراسة.
4. أن يوجهوه لأشياء مفيدة
ساعده في العثور على محتوى يطوّر مهاراته، مثل دورات التصميم، البرمجة، أو تعلم اللغة. الإنترنت فيه أشياء رائعة أيضًا!
في النهاية، المراهق اليوم لا يحتاج فقط إلى توجيه، بل إلى من يرافقه ويفهم عالمه. الإنترنت ليس الخطر الحقيقي، بل الجهل بكيفية التعامل معه.
المراهق الواعي لا يُصنع بالمنع، بل بالتربية على المسؤولية. والأهل الناجحون لا يُراقبون أبناءهم طوال الوقت، بل يُربّون فيهم ضميرًا حيًا ووعيًا ناضجًا يساعدهم على اتخاذ القرار الصحيح، حتى في غياب الرقابة.
لنحافظ على الثقة بيننا، ولنجعل من كل نقاش فرصة للتقرب، ومن كل خطأ فرصة للتعلّم.
فالعلاقة الإيجابية بين الأهل والمراهق هي الجسر الآمن لعبور هذا العمر الحساس، نحو مستقبل أكثر وعيًا واستقلالًا.
و لا يمكن أن ننهي بحثنا بعشرات المقالات الموضوع جدا عميق و يحتاج الى مجهود كبير جدا... دمتم سالمين و أسرة سليمة.
التعليقات