جميعنا تربينا منذ الصغر ان كل فعل سئ و شرير هو وسوسة الشيطان الرجيم لكن كيف يوسوس بدون ان نسمعه.
وسوسة الشيطان
كان عندي صديق يردد عادة.. شيطان الإنس غلب الشيطان نفسه..
ذلك الجانب من أفكارنا الذي يتردد في أذهاننا مكرراً علينا لماذا نسمح لهم؟؟ لماذا فعلوا ذلك؟؟ إنهم لا يحملون البراءة التي يظنون!، عليّ أن أكون أشدّ في التعامل معهم..
ذلك الجزء الخفيّ فينا الذي قد يرتكب المرء أمامنا أمراً بكل عفوية ودون غاية محددة لنجدنا في أعماقنا نبدأ بضرب الأخماس بالأسداس.. والتفكير نيابة عنه وتحليل موقفه لتُبنى ردود أفعالنا..
الشيطان كامن في ذواتنا يا صديقي.. إنه النفس الأمارة بالسوء.. والفكرة السيئة التي لا نفصح عنها.. والانتقامات التي نصنعها في خيالنا لترتاح ثورة غضبنا..
لا نحتاج لأن نسمع ذلك كلّه.. لأنّ جسدنا وعقلنا وقلوبنا تصبح كلّها آذان مصغية لتلك الوشوشات الخفية لتُبنى عليها ردود أفعالنا وخططنا الجهنمية.
الشيطان كامن في ذواتنا يا صديقي.. إنه النفس الأمارة بالسوء..
قد يصح هذا على سبيل المبالغة الأدبيّة، لكنه مغلوط حين يتعلّق الأمر بالحقائق الميتافيزيقيّة. فالشيطان في الديانات الإبراهيميّة جميعاً -على حد علمي- مغاير للنّفس الأمّارة على نحوٍ دراماتيكيّ واسع. وآصل ما يميّزهما هو الحالة التي يحدثها كلٌ منهما علينا (مع اشتراكهما في فعل الوسوسة). فالشيطان وسواس خنّاس؛ يلقي الهواجس والخواطر في نفسِ ابن آدم ويطير، بينما جزء النفس الأمّار (صيغة مبالغة) يتفنن في مُشاكلة مسمّاه؛ بتكرار الهواجس والخواطر حتى يصير حديث نفسٍ، ويزيد الطرق حتى ينقلب الخاطر همّاً، ولا يفتأ حتى يعقد الإنسان النية على فعل الشرور.
التعليقات