جميعنا تربينا منذ الصغر ان كل فعل سئ و شرير هو وسوسة الشيطان الرجيم لكن كيف يوسوس بدون ان نسمعه.
وسوسة الشيطان
الوسوسة هي إثارة الأفكار السيئة بداخلنا بشكل خفي، وهي أشبه ببث الإنترنت، هل نراه هو خفي أيضا. ولقد جعلها الله خفية اختبار لنا ولقدرتنا على الاستعانة بالله.
تخيل لو جاء لك شخص في وقال لك اذهب لتضرب هذا الفتى فهو مشاكس وقد ذكرك بالسوء، فهل ستسمع كلامه بالتأكيد ستفكر ألف مرة وقد تتراجع بسهولة لأنك غير مقتنع بما قال.
لكن الشيطان يأتينا من أضعف ما نملك النفس، وبخلاف أنه يأمرنا بالمعاصي فهو يزين لنا ذلك حتى يقنع النفس بارتكاب المعاصي
ليست مسألة سمع، بل هي تداخل في الأفكار..
أتعرف أنه موضوع معقد يا وليد، قد يجرنا للعديد من التفسيرات الفلسفية والعقائدية إلى ما لا نهاية..
لكن التفسير الذي فهمته أنا، أن هنالك نشاط عقليا أحيانا قد تكون وكأنك في حوار مع عقلك، لماذا أفعل هذا؟ كيف أخطط لهذا؟
وتسمع إجابات تتوصل لها تحل لك الأمر..
وسوسة الشيطان أقرب لها، لكن في الأمور السيئة والقرارات التي تجر عليك الويلات..
تماما حين تضع الأم وجبة وتقول: لا تلمس هذه، لكن يظل عقلك يقول: تذوقها وحسب، لن تعرف، فقط لقمة..
وهكذا، تلك وسوسة، تماما كما حدث مع آدم عليه السلام في حادثة التفاحة
في رأيي المشكلة ليست في
"تذوقهاو حسب، لن تعرف، فقط لقمة"
بل في الحقيقة
"لماذا لا تتركني آخذ لقمة حسنا سآخذ قطعة دون أن أستشيرها لأني أعرف أنها سترفض و لن تخبرني لماذا فقد فعلتها أمي من قبل عديد المرات."
و هنا تكمن المشكلة الحقيقية وهو عدم التفسير بلطف و صراحة لبناء الثقة بين الطرفين فيبدأ ما يبدو بين التمرد و صناعة الجهل حين يمكن حل كل شئ كما ذكرت أعلاه.
لا أقصد التعميم لكن اردت ان اقدم القاعدة بشكل واضح و مثال بسيط و شكرا لك عل الفكرة.
كان عندي صديق يردد عادة.. شيطان الإنس غلب الشيطان نفسه..
ذلك الجانب من أفكارنا الذي يتردد في أذهاننا مكرراً علينا لماذا نسمح لهم؟؟ لماذا فعلوا ذلك؟؟ إنهم لا يحملون البراءة التي يظنون!، عليّ أن أكون أشدّ في التعامل معهم..
ذلك الجزء الخفيّ فينا الذي قد يرتكب المرء أمامنا أمراً بكل عفوية ودون غاية محددة لنجدنا في أعماقنا نبدأ بضرب الأخماس بالأسداس.. والتفكير نيابة عنه وتحليل موقفه لتُبنى ردود أفعالنا..
الشيطان كامن في ذواتنا يا صديقي.. إنه النفس الأمارة بالسوء.. والفكرة السيئة التي لا نفصح عنها.. والانتقامات التي نصنعها في خيالنا لترتاح ثورة غضبنا..
لا نحتاج لأن نسمع ذلك كلّه.. لأنّ جسدنا وعقلنا وقلوبنا تصبح كلّها آذان مصغية لتلك الوشوشات الخفية لتُبنى عليها ردود أفعالنا وخططنا الجهنمية.
الشيطان كامن في ذواتنا يا صديقي.. إنه النفس الأمارة بالسوء..
قد يصح هذا على سبيل المبالغة الأدبيّة، لكنه مغلوط حين يتعلّق الأمر بالحقائق الميتافيزيقيّة. فالشيطان في الديانات الإبراهيميّة جميعاً -على حد علمي- مغاير للنّفس الأمّارة على نحوٍ دراماتيكيّ واسع. وآصل ما يميّزهما هو الحالة التي يحدثها كلٌ منهما علينا (مع اشتراكهما في فعل الوسوسة). فالشيطان وسواس خنّاس؛ يلقي الهواجس والخواطر في نفسِ ابن آدم ويطير، بينما جزء النفس الأمّار (صيغة مبالغة) يتفنن في مُشاكلة مسمّاه؛ بتكرار الهواجس والخواطر حتى يصير حديث نفسٍ، ويزيد الطرق حتى ينقلب الخاطر همّاً، ولا يفتأ حتى يعقد الإنسان النية على فعل الشرور.
التعليقات