كلنا سمعنا بالطبع عن إدمان السلوكيات كإدمان مواقع التواصل الاجتماعي أو التدخين وغيرهما، ولكن ربما لا ينتبه الجميع لأن إدمان السلوك هو نتيجة لفقدان شعور أو احتياج نفسي ما، يعوضه المدمن بسلوكه الإدماني، ولهذا ربما الأدق أن نطلق عليه إدمان المشاعر، فكيف برأيكم يمكن للشخص أن يتخلص من احتياجه الدائم لشعور ما؟
كيف يتخلص الإنسان من إحتياجه الدائم لمشاعر معينة؟
سبب هذا النوع من الإدمان هو الشعور اللحظي الذي يغمر الإنسان بالسعادة، أو حتى تغيير المزاج والابتعاد عن هموم حياته المزعجة، فيشعر وكأنه يبتعد قليلاً عن مشاكله. وهذا بطبيعة الحال هو ما يشعر به أغلب الناس.
ولكن إذا كنا نتحدث عن "إدمان المشاعر"، فهناك مشكلة قد تكون أكبر. فالحاجة إلى الحب والمشاعر، والبحث عنهما أو محاولة العيش كما يعيش الآخرون على وسائل التواصل الاجتماعي، يزيد الأمر سوءًا. لأنه إذا سألتِ أحدهم إذا كان يريد نشر منشور على هذه المواقع، فغالبًا ما سيكون عن أمر جميل، مثل زيارة، أو رحلة، أو إنجاز. ونادرًا جدًا ما يتم نشر صورة في حالة حزن، أو إذا كانت البشرة ليست في أفضل حالتها، دون ذكر تأثير الفلاتر والفوتوشوب الذي يغير الصور بالكامل.
وهنا يبدأ الشخص في تصفح هذه المواقع، فيشعر أنه أقل من هذا وذاك. لذا، يجب أن نفهم وندرك أن ما يتم نشره ليس هو الحقيقة الكاملة. ومن المهم أن يملأ الإنسان نفسه بالحب والرضا والقبول، والأهم من ذلك هو تقدير الذات من خلال العمل، وفهم قيمة الوقت واستغلاله في أمور مفيدة.
وهنا يبدأ الشخص في تصفح هذه المواقع، فيشعر أنه أقل من هذا وذاك. لذا، يجب أن نفهم وندرك أن ما يتم نشره ليس هو الحقيقة الكاملة. ومن المهم أن يملأ الإنسان نفسه بالحب والرضا والقبول، والأهم من ذلك هو تقدير الذات من خلال العمل، وفهم قيمة الوقت واستغلاله في أمور مفيدة.
الفكرة أن وسائل الإعلام عموما بما فيها السوشيال ميديا تمكنت من رسم صورة ونمط حتى للمشاعر، على سبيل المثال أصبحنا نرى الحب في وردة حمراء ودبدوب كبير، بخلاف طبعا كل الفيديوهات التي تبث ما يؤكد ذلك سواء من خلال مشاهد أو أعمال درامية حتى، وكثرة التعرض لذلك يجعل الفرد يشعر بشعور الاحتياج، يعززه عنده ويظهره رغم أنه بدونهم كان عاديا لا يحتاج لشيء، وهذه مشكلة كبيرة لأنها تحتاج لوعي كبير قد لا يكون متوافر عند الشباب
الاحتياج العاطفي لا علاقة له بالماديات والرموز، نحن لا نتحدث عن شخص يرفع من سقف متطلباته في علاقاته بحيث يريد أفعال معينة لكي يثبت الآخرين مشاعرهم له، ولكن نتحدث عن شخص لم يمتلك ولا يمتلك بالفعل أشخاص يسدوا له هذا الاحتياج وبالتالي هو يشعر بشكل دائم بالحاجة للشعور بالحب والاهتمام، وكما قلت الأمر ليس متعلق بالعاطفة فقط قد يكون على العكس الرغبة في التخلص من شعور كالقلق أو الغضب وبالتالي الإنسان يبحث عن عكسهما الأمان والسلام.
ولكن إذا كنا نتحدث عن "إدمان المشاعر"،
إدمان السلوكيات هي حيلة دفاعية لتسكين الحاجة لشعور مفقود، الشخص الذي يحتاج للاهتمام أو الحب ولا يستطيع الحصول عليه قد يدمن أي سلوك يشتت عقله عن الرغبة بالشعور بتلك المشاعر، وليست فقط مشاعر العاطفة، ولكن حتى الشخص الذي يدخن باستمرار في أغلب الأحيان هو يريد تفريغ مشاعر سلبية كالغضب والقلق والإحباط وبالتالي هو يحتاج عكس هذه المشاعر كالهدوء والرضا والراحة والاطمئنان، بمعنى أننا لو عالجنا الحاجة لمشاعر معينة سنعالج معها كل سلوكياتنا الإدمانية المضرة، وكذلك سنرفع من مستوى صحتنا النفسية ونصبح أكثر قدرة في التركيز على الأهداف والمهام الضرورية، فكيف السبيل لذلك؟
التعليقات