بالتأكيد جميعنا نواجه معضلات كثيرة ومتنوعة منها المتعلق بالعمل ومنها المتعلق بحياتنا الشخصية وأيضا منها الأخلاقي وهذا النوع يكون محير جدًا، عند اتخاذ قرار فيه، والمعضلات كثيرة وأغلبنا اطلع عليها منها معضلة القطار، وغيرها، فعندما نفكر في حل المعضلة وجدت أن أكثر العوامل المؤثرة هي مقدار النفع والضرر من هذا الاختيار، فمثلا النفع أن أنقذ خمسة أشخاص بدلا من شخص واحد بتحويل مسار القطار مثلًا، وبالتالي هل تؤيد أو تعارض اعتماد الضرر والمنفعة كمعيار للأخلاق واتخاذ القرار، ولماذا إن أمكن التوضيح بمثال؟
هل تؤيد أو تعارض اعتماد الضرر والمنفعة كمعيار للأخلاق واتخاذ القرار، ولماذا؟ إن أمكن التوضيح بمثال
مثل هذه المعضلات من الصعب جدا الحكم فيها أو البت بشأنها لأني أعتقد أن الإنسان يقرر فيها بناء عن تحيزه.
الإنسان لا يمكن بأي شكل من الأشكال إلا أن يكون متحيزا، وهذا التحيز يكون لمصلحته.
في مثال القطار الذي ذكرت أنا أجزم بأن أي شخص ستكون ردة فعله البدهية هي إنقاذ الواحد -إن كان قريبا له- بدل المجموع لأن الروابط والمصالح المترتبة على ذلك تغلب عليه بفعل الغريزة.
لكن إذا لم تكن لك أي مصلحة وكان عليك توجيه القطار شخصيا كنت أفضل أن لا أتدخل في العملية برمتها لأن الضوابط التي فرضها الدين تحث على عدم القتل، فحتما سيؤثر ذلك العامل على تقريري أو الحكم بشأن توجيه القطار.
المسألة بالنسبة لي تتعلق بالمصلحة الشخصية أولا كطبيعة غرزية من الصعب التحكم فيها، ثم الاتساق مع المحذورات التي فرضها عليك الدين والتي بلا شك ستراعين فيها مصلحتك أيضا وإن كانت أخروية، ثم بعد ذلك يأتي الاختيار الحر المُجرد الذي ستقدمين فيه المنفعة العامة وستنقذين المجموع بدل الفرد.
الإنسان لا يمكن بأي شكل من الأشكال إلا أن يكون متحيزا، وهذا التحيز يكون لمصلحته.
إن تحدثنا عن التحيز، فنحن هنا نحكم من مبدأ النفعية وفقا للفسلفة النفعية لذا بمعضلة القطار قد يختار الشخص قريبه ويضحي بالخمسة أفراد لأن الفائدة التي تعود عليه أكبر.
المسألة بالنسبة لي تتعلق بالمصلحة الشخصية أولا كطبيعة غرزية من الصعب التحكم فيها، ثم الاتساق مع المحذورات التي فرضها عليك الدين والتي بلا شك ستراعين فيها مصلحتك أيضا وإن كانت أخروية، ثم بعد ذلك يأتي الاختيار الحر المُجرد الذي ستقدمين فيه المنفعة العامة وستنقذين المجموع بدل الفرد.
أجد أنك قدمت مصلحتك الشخصية والتي تقع ضمن الضرر والنفع على الصواب والخطأ من وجهة نظر الدين، ألا تجد أن هذا سيوقعك بالتأكيد في مواقف تتخذ فيها قرار ضد مبادئك وأخلاقك فقط لأنك ترى أنه بمصلحتك.
أتذكر في هذا الصدد معضلة حول إن احتاج شخص مقرب جدا إليك (أقرب الأشخاص لديك) إلى التبرع بكلية، ولكن لا تملك المال لشراء هذا العضو ولا تجد متبرعين، ولكن وجدت أمام المشفى كلية محفوظة بطريقة صحيحة ولا أحد يقربها، هل تأخذها لتنقذ قريبك أم تتركها لأنها تعد مسروقة؟
إن تحدثنا عن التحيز، فنحن هنا نحكم من مبدأ النفعية وفقا للفسلفة النفعية
النفعية لا مفر منها حقيقة. لكن الشخص في اختيار مصلحته -التي قلنا أنها غرزية فيه- سيختار منفعة الفرد على المجموع، وهذا في الحقيقة المجردة ليس منفعة خالصة، لأنه إنقاذ لكيان واحد يُوَلّد منفعة بدل خمس كائنات تنتج عنها منافع أكثر.
هذا سيوقعك بالتأكيد في مواقف تتخذ فيها قرار ضد مبادئك وأخلاقك فقط لأنك ترى أنه بمصلحتك.
نعم أنا متأكد من هذا. لكني قلت أن هذه هي الطبيعة البشرية وأي شخص سيفعل المثل بحكم تحيزه.
لا أتصور أنك لو رأيت أحد أبويك في هذا الحال إلا قمت بنفس الفعل.
الإنسان كائن يقدم مصالحه دائما، هذا التحيز للمصلحة يأتي من ضمن الأسباب التي جعلته ينجو ضمن سلسلة الأنواع المتواجدة على الكوكب.
الفكرة محمد أنه فعليا قد يكون أغلبنا يحكم من باب النفع والضرر الواقع عليه، لكن عندما يتعارض مع المبدأ هنا الأمر يستحق التوقف والتفكير فيما قد ينتج عن هذا القرار، يعني لو أخذت الكلية الموجودة وسرقتها من أجل والدي هل أضمن بذلك تحقيق المنفعة له، ألا يمكن أن يكون سببا لضرره سواء بالحياة أو بالآخرة بالنسبة لي.
الإنسان كائن يقدم مصالحه دائما، هذا التحيز للمصلحة يأتي من ضمن الأسباب التي جعلته ينجو ضمن سلسلة الأنواع المتواجدة على الكوكب.
قد تكون هذه الفطرة لكن جاءت المعتقدات والعقائد لتعديل الأمور الفطرية التي قد تتعارض من الصواب والخطأ وبالتالي إن كان لدينا إيمان غير مشروط بعقائدنا فستسبقنا للحكم قبل مبدأ النفعية الذي قد يكون مرسخ بنفوسنا.
فهناك أمور كثيرة بها منفعة لنا لكن لا نفعلها لأننا نعلم أنها تخالف عقائدنا ومبادئنا
الفكرة محمد أنه فعليا قد يكون أغلبنا يحكم من باب النفع والضرر الواقع عليه، لكن عندما يتعارض مع المبدأ هنا الأمر يستحق التوقف والتفكير فيما قد ينتج عن هذا القرار،
أكيد يجب التوقف، لكن هذا الذي لا يحصل ومن الصعب أن يحصل إلا لشخص صافي الذهن جدا -بحيث يقارن بين المسائل وتضح له أي تلك المسائل أكثر أخلاقية- وأن يكون أيضا متقيدا بالأخلاق حتى لو تعارضت مع مصلحته.
إن كان لدينا إيمان غير مشروط بعقائدنا فستسبقنا للحكم قبل مبدأ النفعية الذي قد يكون مرسخ بنفوسنا.
هذا ما لا أوافقك عليه.
نعم، الدين أو المعتقد سلطة قوية جدا تضبط سلوك الفرد لدرجة اللا شعور أحيانا، لكن ما سيسبق دائما وأبدا هو المصلحة العاجلة خصوصا أن مبدأ التوبة عندنا سيساعدنا في الاختيار.
أعتقد أن الإنسان لا شعوريا سيقدم المصلحة الشخصية الآنية على تلك اللاحقة.
بالمناسبة هذا الموضوع ممتع جدا، وأنا أحب التفكر فيه ووضع المزيد من المعضلات الأخلاقية في طريقي ليتضح لي موقفي أكثر.
أتذكر في هذا الصدد معضلة حول إن احتاج شخص مقرب جدا إليك (أقرب الأشخاص لديك) إلى التبرع بكلية، ولكن لا تملك المال لشراء هذا العضو ولا تجد متبرعين، ولكن وجدت أمام المشفى كلية محفوظة بطريقة صحيحة ولا أحد يقربها، هل تأخذها لتنقذ قريبك أم تتركها لأنها تعد مسروقة؟
في معيار الصواب و الخطأ و الأخلاقي و اللاأخلاقي، أعتقد أن الصخرة الثابتة التي لا تتزعزع هي صخرة العقيدة. مها قال من فيلسوف من مذهب في النفعية او غيرها أو في الأخلاق فإنً كل ذلك سوف يهتز عند أول اختبار لنا مع الواقع. أما المثال الذي ضربتيه ففي الفقه ما يمكن أن يجيزه بحجة أن الضرورات تبيح المحظورات. وهناك مقاييس أخرى في ميدان الفقه يمكن ان نرجع إليها. وإن كنا نرى مقياس النفع و الضرر في تحديد الأخلاقي وغير الأخلاقي فأي فضل يكون لنا على الحيوان؟! لان الحيوان بطبعه ينفر مما يؤذيه جسدياً. هل نحن نتسامى فوقه فقط بأن ننفر و نفر ممن يؤذينا نفسياً؟ أعتقد أن مقياس الأخلاق لابد أن يتكأ على صخرة ثابتة وليس رأي لفيلسوف او مذهب أو غيره. لاننا أحياناً قد نعلم أننا نتضرر جسدياً و نفسياً ثم نأتي فعل معين لأننا نراه أخلاقي بامتياز.
التعليقات