فجأة تقع

بالتأكيد مشاعرنا وعواطفنا التي هي قيد القلوب، بعيدا عن الاختلاط والمراسلات وخلافه لا سلطة لنا عليها وبالتالي هي جائزة طالما لم نخضع لها وننقاد ورائها لمسايرتها بأفعال خاطئة، فكان الرسول عليه الصلاة والسلام وقتما يُقسم يقول "اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك"

لا أعتقد أن هذا حب في المقام الأول ، قد يكون الأمر بسبب الفراغ، أو الهوس بشكل الشخص المقابل أو أي أمر متعلق به، لأن الحب ليس أمر يحدث بين ليلة وضحاها، وأغلب أشكال الحب التي نراها إنما هي تعلق مرضي، ومحاولات تعويض واهتمام وإلخ..

حتى ينشأ الحب يجب أن تعرف الشخص المقابل معرفة عميقة تكتشف من خلالها عيوبه ومميزاته وتتقبله كما هو دون محاولة تغييره أو تحسينه، وأن تنشأ بينك وبينه علاقة صادقة ومستدامة، فحين يعمل الطرفين على استدامة علاقتهما يكون قد وقع الحب.

لا أستطيع أن أحكم حول ماهيته، حول ما إن كان حبًّا أو إعجابًا أو فرغًا عاطفيًا أو أي شيء آخر. لكن من ناحية الجواز، فهو جائز بالتأكيد. لا مشكلة على الإطلاق في أن نكن مشاعر لشخصٍ ما، ولا علاقة لأيٍّ من الأسباب التي قد نحكم على نوعية الحب من خلالها بحقيقته. يجب أن تعلمي أن المسألة برمّتها لا تعتمد إلّا على الشخصين محل الجدال، وأن الشخص الوحيد الذي يستطيع على المشاعر هو صاحبها. من هنا أرى أن المسألة تعتمد على قدرة الشخص على إظهار مشاعره والتعبير عنها، أي أن مصير الموقف كاملًا يتوقّف على القدرة على المخاطرة والاعتراف من أجل الحب، ومن أجل إدراك حقيقته أيضًا.