شاركني بشخص مر في حياتك وترك اثرا بها ...
شاركني ...
انتقلتُ إلى مدرسة جديدة عندما كنتُ في الصف العاشر، وهناك التقيتُ بمعُلمة جغرافيا كانت لا ترتدي سوى الأسود وعلى وجهها حزن دائم وعنيفة في تعاملها مع الجميع، الكل ينفر منها حتى زميلاتها، عام ونصف ونحن نسخر منها كطالبات والجميع لا يعرف سبب تلك الحالة التي تبدو عليها، في النصف الثاني من العام الدراسي للصف الحادي عشر، توفيت زميلة لنا، وإذ بتلك المعلمة إنهارت بشكل غير مفهوم، وأصبحت تبكي وكأن الفتاة إبنتها؛ وأتذكر أنها في هذا اليوم عانت من دوار واغماء متكرر، وعلمنا بعدها من الاخصائية النفسية انها أرملة تُعاني من صدمة نفسية بسبب وفاة ابنتها الوحيدة في المرحلة الثانوية، وحاولت وقتها تقديم معاش مبكر لكونها لا تستطيع مباشرة عملها مع فتيات من نفس المرحلة العمرية بسبب حالتها النفسية ولكن تم رفضه؛ أثرت في كثيرًا تلك المعلمة، كانت صفعة بالنسبة لي حتى لا أحكم على احد ظاهريًا؛ أتذكر أنني قضيتُ أيام أبكي لشعور بتأنيب الضمير تجاهها، وتعلمتُ الكثير من هذا الموقف.
في عيد الأم التالي لهذا الموقف قُمنا بتقديم هدايا انا وصديقاتي لها، وكان رد فعلها جميل وسعدت جدًا. وتوفّيت في نفس العام وتركت أثر فينا طيب بعد أن كنا لا نتمنى رؤيتها.
التعليقات