من الجيد معرفةُ المجاز المرسل في اللغة العربية لفهمِ بعض نصوص القرآن الكريم.
فالمجازُ المرسل –بشكلٍ مبسّطٍ- هو أن تقولَ كلمةً ولكنّك لا تريد معناها الحرفي، وإنّما تريد معنىً آخرَ يُفهم مِنَ السّياق.
حتى أنّنا في لغتنا العامّيةِ نستخدم عبارةَ "الكلام مجازي" لتنبيه السّامع على عدم الإلتزام بحرفية ما قلناه، بل أنّ المراد معنىً ثانٍ.
ومن أنواع المجاز المرسل:
الجزئية: أي التعبيرُ بجزءٍ من الشيءِ مع أنّ المُرادَ هو الشيءُ بكامله، ومثال ذلك قوله تعالى: {{بَلَى مَنْ أسْلَمَ وَجْهَهُ للهِ}} (البقرة: 112)، فالاستسلامُ لله يكونُ بكاملِ النفسِ والروحِ والجسد، والوجهُ جزءٌ من الجسد، فالمذكور في الآيةِ جزءٌ والمراد هو الكل.
وقال تعالى أيضاً: {{فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤمِنَةٍ}} (النساء: 92)، والمراد تحريرُ إنسانٍ مؤمنٍ من العبودية، فأطلق الجزءَ وهو الرّقبة وأرادَ الكلَّ وهو الإنسان.
الكلية: وهو عكس النّوع السّابق، فنُعبّر بالكلِّ مع أنَّ المرادَ هو جزءٌ من ذلك الكل، فقد قال تعالى: {{يَجْعَلونَ أصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم}} (البقرة: 19)، فليس كامل الأصبع يدخل في الأذن، وإنّما جزءٌ منه وهو الأنملة (مفرد أنامل، أي رأس الأصبع).
المحلّية: وهو أن تعبّرَ بلفظِ محلٍ أو مكانٍ مع أنّك تريد أهلَ ذلك المكان، كقول الله تعالى: {{واسْألِ القريةَ}} (يوسف: 82)، فالمقصودون هم أهلُ القرية الذين يُقيمون في تلك القرية ومحلّهم ومكانهم فيها، وليست القرية بعينها.