بسم الله الرحمن الرحيم.
وقفنا في الدرس السابق عند الإسناد الإنشائي(
)، والطلبي وغير الطلبي منه، وتحدثنا عن أحد أنواع الإسناد الإنشائي <<الأمر وأغراضه البلاغية>> هذا اليوم سنتحدث عن <<النهي وأغراضه البلاغية>>، لنبدأ،
النهي وأغراضه البلاغية
النهي هو طلب الكف عن فعلٍ على سبيل الاستعلاء، وهو كالأمر منه ما هو أصلي بالتعريف السابق، ومنه ما يخرج عن صيغته الظاهرة إلى نهي مجازي -سنتحدث عن هذا بعد قليل- إذن هو كالأمر، ما يفرقه أن الأمر هو طلب حصول فعل، والنهي هو طلب الكف عن فعل، عرفنا أنّ للأمر أربع صيغات، إذن ما هي صيّغ النهي،
صيغ النهي
للنهي صيغة واحدة وهي الفعل المضارع المقترن بحرف لا الناهية، مثل لا تقف، لا تكتب، ولا تسمع.
معاني النهي المجازية
قلنا أنّ النهي قد يخرج عن معناه الحقيقي إلى معنى مجازي، هناك علامات تحدد إذا كان النهي على معناه الحقيقي أم لا، أغلب تلك العلامات مشابهة/مطابقة للأمر:
الدعاء، علامته أن تكون صيغة النهي صادرة من الأدنى إلى الأعلى على سبيل التضرع، مثل قوله تعالى (رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا).
الالتماس، علامته أن يكون النهي صادر من المساوي لمساويه، مثل قول الصديق لصديقه، لا تكف عن طلب العلم.
الإرشاد، علامته أن لا يكون عن فعل هذا الفعل أي عقوبة، مثل لا تنم متأخرًا -في حال ما كنا لن نعاقبه إن نام متأخرًا.
الدوام، علامته أن يكون المنهي عنه متحققًا وحاصلًا قبل النهي، أي تعرف أن الذي تنهيه لم يفعل هذا الفعل لكنك تطلب منه الدوام على هذا، مثلًا تعرف أن صديقك لا يدخن فتقول له "لا تدخن".
التيئيس، علامته أن لا يكون النهي سيغير من الواقع شيئًا، مثلًا إن حاول أحد الأبناء الاعتذار لأبيه بعد رسوبه، فيقول الأب، لا تعتذر قد رسبت.
التهديد، علامته أن تأتي صيغة النهي في مقام عدم الرضى بالمنهي عنه، مثلًا يقول ذاك الأب في الأعلى لابنه، لا ترسب مجددًا، تهديدًا له عن الرسوب من جديد.
التحقير والتوبيخ، علامته أن يأتي الكلام بمعنى الازدراء، الإهانة، التحقير، وعدم الاكتراث بالمخاطب مثل، اسكت ولا تتكلم ولا تفتح فاك.
التمني، وعلامته أن تأتي صيغة النهي في صيغة طلب المستحيل حدوثه، مثل يا زمان لا تتحرك ويا دهر لا تتبدل.
قد تأتي صيغة الأمر/النهي في غير الصيغ المجازية التي ذكرناها وعلامة هذا أن تخرج صيغة الأمر/النهي عن طلب الفعل من استعلاء. هكذا نكون انتهينا من قسمين من الإسناد الإنشائي الطلبي.