بسم الله الرحمن الرحيم.

مُلاحظة: كتبتُ موضوعًا طويلًا يصل إلى ألفين كلمة حول الإعراب شارحًا كل علامة على حدى، لكني فهمت أنّ الأمر يأتي بالتدرج، وفهمت لما كان النحويون يكتبونَّ علامات الاسم، والفعل في البداية بدون شرح.

عدنا من جديد إلى النحو، في هذا اليوم سنتعرف على علامات الاسم -كيفية تمييز الاسم عن غيره، يقول ابن مالك في علامات الاسم:

بِالْـجَرِّ والتَنْوِيْنِ والنِّـدأ وَأَلْ ** وَمُسْنَدٍ لِلاسْمِ تَمْيـِيْزٌ حَصـَلْ

علامات الاسم هي الجر، التنوين، أل والإسناد، ذاك الأخير أنفعهم كما سنعرف بعد قليل، سندرس تلك العلامات بأسمائها، وبعض أقسامها، وأمثلة عليها فقط، لن ندرس إعرابها، استخدامتها أو التمييز بينها مثلًا، فليس المقام لذلك، ولم ندرس الدروس التي تؤهلنا للتحدث عنها بعد، دعنا من الكلام، ولنبدأ بالجر،

الجر

الجر بحرف الجر

قبول الاسم أن يسبقه حرف جر، مثال قولنا: في حسوب IO تجد المفيدَ والمهمل.

الجر بالإضافة:

علاقة بين اسمين أولهما مضاف، والثاني مضاف إليه، استخدماته كثيرة على سبيل المثال لا الحصر التعريف، التخصيص والتفضيل المطلق سندرسهم لاحقًا، مثال قولنا: "غلام زيدٍ".

الجر بالتبعية:

النعت:

لنفترض أني قراتُ موضوعًا، وأعجبني فسأعلق قائلًا: "هذا موضوعٌ جميلٌ" وصفت الموضوع بالجمال للإشارة التابع دائمًا ما يتبع المتبوع في الإعراب.

البدل:

التابع هو المقصود بالقول بدون واسطة، كتوضيح قرأتُ ردًا أعجبني لشيخنا عبد الرحمن أحمد، فقلتُ: "أعجبني قول الشيخ” لم يتضح المعنى بعد لكن إن قلتُ "أعجبني قول الشيخ عبد الرحمن" فسيكون وضح من المراد.

التوكيد:

تثبيت معنى ما للسامع، وهو على قسمين لفظي ومعنوي:

اللفظي: تثبيت المعنى من خلال إعادته لفظًا، كمثل "قرأتُ الكتاب، الكتاب”.

المعنوي: وهو على قسمين، الأول دفع الشك عن المؤكد(باستخدام عين ونفس) على مثل "إنه مصطفى نفسه"، والثاني تثبيت معنى الإشتمال(باستخدام كل، جميع …) مثل “أعرفُ الأعضاء كلهم" فلو قلنا هذه الجملة بدون "كلهم" سيحتمل معنى آخر.

العطف:

تابع يتوسط بينه، وبين متبوعه حرف من حروف العطف، مثلًا بحرف الواو: “حفظتُ الشعرَ والنثرَ".

التنوين

وهو نونٌ ساكنةٌ تلحق آخر الاسم نطقًا لا خطًا، أسباب التنوين ستة منها أربعة للأسماء وإثنين للقوافي(الترنم والغالي ليس موضوعنا)،

تنوين التمكين

التنوين المتخصص بالأسماء العربية المتمكنة لم تشابه الحرف -فلم تبنى- ولا الفعل -فتمنع من الصرف، كمحمدٌ وزيدٌ، وليس كمثل إبراهيم(ممنوع من الصرف) أو سيبوه(مبني على الكسر).

تنوين التنكير

يختص ببعض الأسماء المبنية للتفريق بين المعرف منها والنكرة، مثلًا ذكرنا أن اسم سيبوه مبني، إن أردنا تشبيه شخصًا به -لعلمه في النحو- تقول: سمعت لسيبوه ولسيبوهٍ، فالاسم الأخير نونَ دلالة على الآخر الغير معلوم.

تنوين المقابلة

خاص بجمع المؤنث السالم، يقابل نون جمع المذكر السالم، مثل قوله تعالى:

عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً

تنوين العوض

يكتب تنوين العوض عوضًا عن حذف حرف(أبجدي)، كلمة أو جملة، مثال على حذف جملة قوله تعالى:

وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ

أي حين إذ بلغت الروح الحلقوم؛ فحذفت تلك الجملة ووضع تنوين العوض.

ومثال على حذف الكلمة، إن سألك أحدهم هل أعضاء حسوب IO مثقفون، فترد قائلًا "كلٌ مثقف" بدلًا من "كل عضو مثقف".

النداء

وهو أن يقبل الاسم أن ينادى، -ليس بهذه البساطة يوجد به الكثير من التفاصيل لا يمكننا ذكرها الآن، النداء مثل قوله تعالى:

يَا أَهْلَ الْكِتَابِ

دخول أل

من علامات الاسم قبول أل كقولنا الرجل، المرأة، وبالنسبة لإدخال الفرزدق أل الموصولة على الفعل المضارع:

ما أنتَ بِالحَكَمِ الْتُرْضَى حُكومتُه ** ولا الأصيلِ ولا ذي الرَّأْيِ والجَدَلِ

قالواْ بانها ضرورة قبيحة، وقال أخرون بانها مقبولة لكن قليلة.

الإسناد

معنى ذلك أن يقبل الاسم الإسناد إليه(الإخبارعنه)، كمثل: حضر المعلم -أخبرنا بحضور المعلم، وقال ابن هشام أنّ هذه العلامة أنفع العلامات، مثلًا تاء الفاعل كمثل: حضرتُ اليوم، هذا الضمير لا يقبل أي العلامات سوى الإسناد لا تنوينٌ أو جرٌ…

لم يكن الدرس بالصعب أو بالمهم، فلم نتعمق ..، بل لم ندخل النحو بعد ...