كان ابن جني الإمام العلامة في اللغة عالمًا من صغره فلما بلغ العشرين رأى نفسه أهلًا للتدريس، وفي نفس الوقت كان الإمام الفارسي في جامع الموصل الجامع الذي يدرس فيه الإمام ابن جني، بعدما صلوا جلس ابن جني يدرس في نفس الجامع والإمام الفارسي يسمع، لما انتهى من شرحه لمسألة قلب الياء ألفًا فتح باب الأسئلة فقال له الإمام الفارسي بشفرةٍ بليغة : قد زببت وأنت حصرم.

ومعناها قد ظننت أنك زبيب وأنت عنب لم ينضج.

فهمه ابن جني وتتلمذ على يده ٤٠ سنة، لما جاءه شرحه للمسألة نفسها أطال إطالة في شرحها.

توفي ابن جني رحمه الله ٣٩٢، وما لا تعلمه عنه أنه كان أعورًا شاعرًا عذبًا صديقًا للمتنبي.