ماذا ترون في أن الشباب العربي اليوم لا يهتم بلغة الضاد بسبب عقدة النفس ؟

خسرت الحوار بمجرد التعميم. عندما تعرض قضية وتلتزم الحياد وتقدم وجهتي النظر بدون انحياز تكسب افكار كثيرة بدون الخوص بين "نحن" و "هم".

على افضل تقدير، ما تقدمت به قد يعبر عن شريحة صغيرة. انت تتكلم عن الشباب العربي على امتداد حضاراته وثقافاته المتعدده.

لعل الاهتمام باللغة الانجليزية لا علاقة له بالانتساب لثقافة معينة دون اخرى وانما يحكم التطور الثقافي والعلمي والحضاري على دور اللغة. نتعلم اللغات الغربية لنتعرف على هذه العلوم. تماما كما فعل الغرب سابقا في عز امجاد العرب.

إذا ما كان ثمة عدم اهتمام باللغة العربية من طرف الشباب العربي و ذلك من عقدة النقص.

لا أعتقد أن هذا له علاقة بأي عقدة، فقد اعتاد الناطقون باللغة العربية على ازدواجية اللسان، حيث يستخدمون لغتين متداخلتين: اللغة النحوية أو الفصحى، واللغة العامية التي تختلف من عربي إلى آخر، لا يتقن الكثير من الشباب العربي اللغة العربية الفصحى أو المعاصرة، وبدلا من ذلك يستخدم غالبيتهم، في البيت ومعظم الأماكن الأخرى لهجاتهم المحلية.

وأحد أعتقد أن أهم أسباب عدم إجادتها هي طريقة التدريس كما قال أستاذ اللغة العربية عباس التونسي في مدرسة جورجتاون في قطر “أسلوب التدريس ومواد التعليم هي في الواقع شاقة وتجعل أي شخص يكره اللغة” ويتم تعليم الطلاب مقاطع سخيفة جدا ونصوصا ليس لها علاقة بحياتهم في هذا العصر الحديث، كما يطلب منهم “حفظ الشعر الذي لا يفهمونه”.

لهذا لجأ الكثيرين لتعلم لغات أجنبية أخرى إذ أن التمكن من لغة أجنبية يَعِدُ بفرص عمل أفضل وبمكانة اجتماعية أرقى،“إذا وضعنا علامة أجنبية على شيء ما، فإن الناس مستعدون لدفع المزيد فيه لاعتقادهم بأنه أفضل”.

اللغة الأجنبية هي لغة البرجوازية، ولغة الأعمال، غالبا ما يتم استبعاد أولئك الذين لا يتكلمون اللغة الأجنبية، إذا كان لديك شهادة من جامعة تعلم باللغة العربية فإنها يعتبر أقل قيمة من أي شهادة مماثلة باللغة الأجنبية”.

لا يُمكنك الإجماع على أن كل الشباب العربي لا يهتم باللُغة العربية، خاصة في منصةٍ مثل حسوب تجمع الشباب العربي من الجنسيات والثقافات المُختلفة وجميعنا حريصين على التحدث باللغة العربية .

كذلك كُتاب المحتوى العرب حريصين على تحسين اللغة العربية وتعلُّم قواعدها .

ماتتحدث أنت عنه ليس عُقدة بقدر ما هو مواكبة لمتطلبات العصر، اللغة من أهم عناصر التوظيف في العصر الحالي، وبالتالي يتجه بعض الشباب إلى التعلم والممارسة، بالإضافة إلى وجود بلاد تاثرت بالإستعمار وأصبحت لهجاتها مزيج من اللغات العربية والأجنبية .