(شيزوفرينيا)

شيطاني حضر خلسة ...

مِنْ شروخ جدران تطلبُ ترميمًا...!!

لم أدعوهُ على العشاء، ولا النبيذ.

مَنْ قال له أنْ يحضر!!

 نفسي الساكنة بين الفتحات الهشة في الستائر المتهتكة..

 لا سِتْرَ لفراشةٍ تحتها.

شيطاني حضر كسولًا ملولًا كقوس قزح شوَّهتْهُ أصابع سحابة سوداء!!

لم يرقصْ في عقلي،

 ولا سافرَ في مدارات روحي، وجنوني، وخيالاتي!!

لم يمسك روحي الكسولة هذا المساء؛

ليسيلَ حروفًا على الأوراق والألوان الباهتة،

 فيضيء عُتمة أبديَّة، ولعنة عرَّافة عاهرة تعيشُ منذُ ملايين الأعوام!!

لم أكنْ سِوى شبحًا...

لا يرى صورته في المرآة.

فالضوءُ مسحوب في الغيب المجهول!!

بخارُ قهوة صباح بِكْرٍ لم يعكِّرْهُ بعدُ سَواد قلوب الحمقى..

 يتلاشي في اللاشيء ككُلِّ شيء!!

شيطاني يرقصُ بين بخار تلاشى وبعضٍ ما زال عالقًا على المرايا،

الأشباح تدورُ حوله دراويش!!

نَظَمَ قصيدة جاهليَّة عربية موزونة عاقلة...

 سَرَدَ نثرًا فرنسيًا ناعمًا، ورواية روسيَّة عميقة!!

شبحي ضائع بين حروفه، وخطوطه، وألوانه، وأطواره!!

انهضْ أيُّها الكسولُ مِنْ شبحِكَ...

اقتلْ هذا الشيطان الملعون في مدائن خيالاتكَ!!

ضوء القمر كسَّر الفولاذ رذاذ في روحي،

أحال الوردي في جنتي رماديًا باهتًا.

جلس شيطاني، وشبحي حول صخرةٍ بحريَّةٍ،

إيقاع رنين الكؤوس...

 يتفقُون علي دفني في محارةٍ بلا لؤلؤ، ولا حياة!!

 لستُ سِوى مشاهدٍ في مسرح روماني!!

حوَّاءُ... آهٍ يا حوَّائي!!

يا رفيقة الدرب منذُ طُرِدْنا مِن الجنَّة!!

حوَّائي على الجسر حافية عارية،

 تحاورُ سنبلةً حُبْلَى بلؤلؤ قمحي...

 ترتوي مِنْ جوف زهرة بريَّة.

تنامُ على حفيف السنابل، وهديل اليمام.

ينتصبُ نيسان لأجلِها تحت نهار تموز.

يهمي شباط نَدِيّ على جِلْدِ طفولي شفَّاف.

 ملائكةُ الأرض كَفَرَتْ تريدُ نيل جسد عشتار!!

شباط هذا العام أكثرُ جنونًا،

كأنْ لم يكن هناك شباط قبله، ولن يجئ بعدهُ.

شمسُهُ عاهرةُ، لا تخشى فضيحة النهار!!