أعدْ لي حديثك يوم الكــثيب
وسلِّ به عن فؤادي الكـئيب
عشيةَ سوداء قد أقبلـــت
تسارقني لحظها من قـريب
وقد أمنت رصدة الكاشحـين
وسمع الوشاة وعين الرقيب
تبدت لنا من خلال الـبيوت
تجرر فضل الرداء القشـيب
فخاطبتها فرصة العاشقين
بلفظ البرئ ولحظ المريب
أرتنا النقا والنقا مـــائلاً
قوام القضيب وردف الكثيب
مولدة من بنات الموالي
كمثل الغزال الغريب الربيب
فإن لامني الناس في حبها
فما لائمي أبداً بالمصيب
يقولون: سودا ولو أنصفوا
وما ذاك لو أنصفوا بالمعيب
فلولا السواد وما خصــه
به الله من حسن سر عجـيب
لما كان يسكن وسط العـيون
ولا كان يسكن وسط القلـوب
ولا زين الخال خدَّ الفـــتى
ولا حسَّن النقش طرز الأديب
أما حجر الركن خير الحجار
أما المسك أطيب من كل طيب
أما شغف الناس في دهرهم
بحسد الشباب وذم المشيب
ولا يحسن العين مرهى الجفون
ولا الكف إن لم يكن بالخضيب
ولا كل عين كعين المحب
ولا كل قلب كقلب الحبيب