الإنسان بطبيعته كائن شديد التعلق ببيئته، ويتجلى ذلك بوضوح في شخصيته بل حتى أعماله، فهل يمكن أن تنعكس تفاصيل محيطنا في أعمالنا وكلامنا حقاً؟

عد بي الى النيل لا تسأل عن التعب
قلبي يحن حنين الاينق النجب

فها هو الشاعر السوداني سيف الدين الدسوقي يحمل معه النيل أينما حل وارتحل في شعره، ليؤكد ارتباطاً خفياً بينه وبين هذا النهر العتيق، وليس هو فحسب بل يكاد لا يوجد شاعر أو أديب سوداني إلا وتداخل النيل مع كلماته ليولّد لنا أجمل الصور، ولا نغفل عن الأديب الطيب صالح الذي وصف النيل وحركته بدقة متناهية وكأنه أعلم الناس به من أهل المكان.

إِنّي ذَكَرتُكِ بِالزَّهْراءَ مُشتاقاً
وَالأُفقُ طَلقٌ وَمَرأى الأَرضِ قَد راقا

وهنا يذكر ابن زيدون محبوبته في الزهراء، ويتغنى بها مستعيناً بعناصر بيئته، فالبيئة ليست فقط دليل تعلق بالمكان وذكره، بل هي أيضاً موطن للإستعارات والتشبيهات واللغة، فالشاعر الأندلسي يكثر في وصف الحدائق الغناء، والشاعر الجاهلي لا تفارق لغته الصحراء، وشاعر النهر يطل النهر في أبياته من حين إلى آخر.

وكما أن الشعر والأدب يحوي وصفاً لما تراه عين الشاعر والكاتب، فالفنان أيضاً قد تجده يبدع في رسم مدينته، وتصوير مكانه المفضل واستخدام عناصر من بيئته المحلية في التصميم الجرافيكي .

 وأنتم يا أصدقاء، كيف يتجلى تأثير بيئتكم المحلية ومحيطكم في كتاباتكم وأعمالكم ؟