كُنَّا وحوالَيْنا النارْ، في ساحةِ وضَّاح الفار، الرابضةِ أمام الدارْ، نشركُ ناموسًا بحديثٍ، من سقْطِ خبايا الأسرارْ، أشعلنا نارًا للشايْ، والشاي يُسكِّرهُ النايْ، والسكرُ شاركَ مقدارْ، وضَّاحٌ رجلٌ قد ماتْ، من قرنٍ زيدَ بسنواتْ، والساحةُ بعد الأمواتْ، أرهقها إشعال النارْ، منصورُ لعيبٌ بالنايْ، ويُقدِّسُ أقداحَ الشايْ، يزعمُ لا قاصٌ إلاي، منصورُ الشابُ العطَّارْ، في تلك الليلةِ أسرفنا، بالسرِ وأقداح الشاي، وتناولَ منصورُ الناي، يتمايلُ كلديغٍ صاحْ، لا يسكرُ شايُ الوضَّاحْ، ما حلَّ بروحِ العطَّار؟ قال سأرويكم أخبارْ، عن وضَّاح ولقبِ الفارْ، عن ما سقطَ من الأسرارْ، عن ساحةِ إشعالِ النارْ.. ثم بدأ.. "في قرنٍ من ذاتِ قرونْ، في ذاكَ الوطنِ المجنونْ، وُجدَتْ حسناءٌ ومُزارِعْ، يتمتعُ بالطولِ الفارعْ، يملكُ بستانًا تفاحْ، آخر يزرعُه أملاحْ، يملكُ أفدنةً كمزارعْ، الحسناءُ بلا ثرواتْ، تتقن أداء الصلواتْ، تملكُ كروانَ الأصواتْ، تسكنُ أرصفةً وشوارعْ، الرجلُ الفارعُ وضَّاحْ، تنقصهُ سعةُ الأرواحْ، يحملُ بيمينٍ مصباحْ، ويسارٍ تفاحَ مزارعْ، ويسيرُ الليلَ لإصباحْ، وضَّاحٌ مشَّاءٌ بارعْ، في ليلٍ وجدَ الحسناءْ، تتوسَّدُ مقطوعَ حذاءْ، تفترشُ رصيفًا بكَّاء، أقصدُ بكَّاءً حكَّاءْ، قال حنانيكم بجمالْ، مثلَ شموساتِ الأدغالْ، مثلَ صلاحاتِ الأعمالْ، مثلَ شفاءاتٍ من داءْ، وضَّاحٌ أيقظها راحةْ، أعطاها أجملَ تفاحةْ، ودعاها لحديثِ الشايْ، واستأجرَ لعيبَ النايْ، وفتاةً تُدعى مدَّاحةْ، تمتدحُ جمالَ الحسناءْ، الليلُ امتدَ لأجلهما، عامًا بل عشرةَ أعوامْ، زِيدَت عشراتٍ بلثامْ، لا صبحٌ يظهرُ لعوامْ، حتى تنتهيَ الحسناءْ، من سردِ جميعِ الأشياءْ، حتى أعوامًا خمسين، شابا بالساحةِ والنايْ، وآلافًا أكوابَ الشايْ، مدَّاحةُ ماتتَ أثناءْ، الحكي وسرد الأنباءْ، ثم وبعدَ نفاذِ الكلمة، جاءَ صباحْ، وتوارى ضوءُ المصباحْ، واشتعلَ الشيبُ بوضَّاحْ، والحسناءُ بلا تجعيدْ، أو حتى خطًا بالجِيدْ، قد بصقَت كل الأخبارْ، عن قبحِ الوطنِ الثرثارْ، والشيبُ يجيء مع الكتمْ، للسرِ وخذلانِ اليتمْ، والحسناءُ شبابٌ ثارْ، ماتَ الصعلوكُ السمَّاعُْ، وافتقدَ النايُ الملتاعْ، وافتقدَ الشايُ الدمَّاعْ، واشتعلَتْ بالساحةِ نارْ، تلتهمُ جميعَ الأسرارْ، لم يبقَ بالبلدةِ دارْ، أو زرعًا أو حتى غارْ، لم يبقَ إلا صبَّارْ، ورمالًا يسكنها فارْ، سكنَ الساحةَ عشرَ سنينْ، ينعي وضَّاحًا والطينْ، وخبايا القلبِ المسكينْ، وضحايا حكي الأسرارْ" أكملَ منصورُ العطَّارَ، أسطورةَ وضَّاحِ الفارْ، وليلَ الأعوامِ الخمسينْ، والنارَ ومزروعَ الطينْ، وخبايا سَقْطِ الأسرارْ. الله غالب #Ali_Tomahook_crouz