كيف تعيش في دولة مثل سوريا أو اليمن أو أفغانستان إذا اغلقت كل الأبواب عليك

مشكلة النصب ليست مقتصرة على بلدك أو في الخارج، جميعنا معرّضون للنصب في أي مكان وفي أي وقت، بطبيعة الحال الشخص الذي لا يحتاط للنصب سيتمّ النصب عليه، أنا ضدّ الهجرة غير الشرعية، ولا أحب الهجرة إلى دول غير إسلامية نظرا لحبي للثقافة الإسلامية، ولا أطيق الإبتعاد عن الجو الإسلامي فيها، البقاء هناك أم العودة إلى وطنك، ههو قرارك أنت فأنت الوحيد القادر على عمل تقييم شامل لتواجدك هناك، أدرس اﻷمر من عدة جوانب وصلّ صلاة الإستخارة وسل الله التوفيق والسداد.

أولاً، فيما يخص أمور الرزق فهي مكتوبة من الله سبحانه وتعالى، فالإستخارة في مثل هذه القرارات المصيرية هو الحل، ولا تقرر بناءً على رد فعل مقابل ما تعرضت له، ففي اتخاذ القرار ينبغي أن نتحرك وفقاً لعقولنا وتقييمنا للفرص المتاحة لا عواطفنا وسخطنا تجاه الأمر، ويؤسفني جداً ما تعرضت له في الغربة وأدعو الله أن يعوضك ويكتب لك الخير.

ثانياً، أنا شخصياً أرى أنه في نهاية المطاف لا مكان للشخص سوى موطنه الأصلي، ولكن في حالة البلدان التي تعاني من مشاكل في الإستقرار، فأعتقد أن الأمر بحاجة إلى دراسة وتفكير بشكل أعمق، يمكنك استشارة أهلك وأهل بلدك والأخذ بآرائهم حول العودة والفرص الموجودة.

ثالثاً، حاول تطوير مهاراتك في مجالٍ ما وابحث عن الفرص في أي مكان وبلد، وابحث عن فرص التطوير المجانية عبر الإنترنت التي بإمكانها مساعدتك، مؤخراً وكما تعلم نظراً لظروف الحرب في السودان وتوقف الدراسة ومظاهر الحياة الطبيعية ظهرت بعض المنح المجانية المقدمة من كبرى المؤسسات لدعم المتضررين من الحرب واللاجئين وذوي الضعف المادي، يمكنك البحث عن منحة kiron المقدمة من coursera فيما إذا كانت تغطي الأشخاص من ذوي الجنسية اليمنية، ويفضل أن تكون متقناً للغة الإنجليزية.

أنت الوحيد الأدرى بظروفك، من حيث طبيعة عملك وهل سيسهل عليك أن تحصل على عمل هناك، أم لا، لذا برأيي لا تتعجل ادرس الأمور جيدا، من حيث الفرص، ومدى الاستقرار، وتقييم الفرص المتاحة أمامك، فربما لديك فرصة في بلد أخر بخلاف ما أنت فيها أو حتى اليمن، حاول تقييم الفرص بشكل موضوعي، لتتمكن من اتخاذ القرار المناسب.

يعني تريد تقنعني أنه لن يتم النصب عليك في بلدك؟

نصيحة: اجتهد في الخارج واشتغل وحاول ولا تيأس.

لا أستطيع لا يوجد لدي شهادة ولا مؤهلات

هذه الجملة تحديدًا تجعلني أنصحك بأن تعود إلى وطنك، أنا مع الهجرة ولست ضدها البتّه ولكن على الأقل لأهاجر لابد أن تكون لدي مؤهلات ومهارات لكي أكافح في الخارج، أدرك بأن العيش في دولة بها صراعات وفقر مدقع أمر مقيت وغير عادل ولكن كما يقال ما في باليد حيلة، لذا أنت بحاجة إلى ترتيب أمورك وتنظيم والعودة لبلدك والبحث عن المهارات التي تتطلب منك العمل عليها وتطويرها، ويفضل أخذ شهادة بالمجال الذي ستعمل عليه، والبدء بالآنخراط بهذا المجال مهنيًا، ان كانت الأمور على ما يرام في بلدك الأصلي، يمكنك البقاء هناك، ان لم تكن فلتهاجر مؤقتًا إلى دولة أخرى غير التي كنت عليها. ولكن قبل ذلك لا تقدم على أي قرار كان بدون دراسته جيدًا.

أنا متعاطف معك للغاية يسهل النصب عليك وأنت بلا جنسية وتعامل كمواطن درجة ثانية, من حق أي طفل الحصول على جنسية البلد الذي ولد فيه ليعيش بكرامة ولكن للأسف هذا لا يحدث في بلداننا العربية التي من المفترض أنها مسلمة, يتم التمييز بناء على الجنسية, المفهوم الدخيل على الثقافة الاسلامية, وللمفارقة نجد بالبلدان التي اخترعت مفهوم الجنسية يتم منح الجنسية لكل طفل يولد على أراضيها تلقائيا.

نصيحتي لك أن لا تتسرع في اتخاذ القرار, فأنت حاليا تشعر بالاحباط والظلم مما تعرضت له بالبلد الذي ولدت فيه, ولكن قد تهاجر لليمن وتجد صعوبات بالغة للغاية في التأقلم كونك لم تولد به وتندم على قرارك, لذا إن كنت مصمما على الهجرة لبلدك الأصلي فعليك أن تتخذ كل الاحتياطات وتضع خطة لما ستفعله وكيف ستعيش...

لنكون موضوعيين حول معضلتك, فإن نسبة حدوثها في اليمن مساوية لنسبة حدوثها ببلدك الحالي, لا يمكنني أن أعطيك نصيحة كوني لم أعش ما تعيشه حاليا ولكن أطلب منك الاستخارة قبل فعل أي عمل تريده, وأنا أسأل الله التوفيق والسداد.

عوضك الله عن مُصابك أنا نصيحتي لك أن تطور من مهاراتك وتجد فرصة عمل في خارج اليمن ، لأنه إذا عدت لليمن فلن تلقى فرص عمل هناك ،الوضع مأساوي وكل من فيها يتمنى المغادرة ، اشتغل على نفسك وتوكل على الله وابحث عن عمل آخر عندك .