يومي الكئيب ودراستي

افعل ما عليك فعله لأن عدم فعله يعني قيامك بالأمر منقوصاً..

لستً وحدك من يواجه اللئام أو المزعجين..

ولستَ وحدك من يواجه التفاصيل المؤلمة..

بفارق هنالك من تأخذ هذه الأمور من يومه مساحة كبيرة.. وهنالك مَن يقول لنفسه ليس وقت الانزعاج الآن.. أمامي مسئوليات لا يمكن التقاعس عنها.. سأنجزها ثم أبتئس..

ما أعنيه بأنّ الأمر يعتمد على الأولويات لديك..

ما هو الأولى لك؟ انزعاجك أم مستقبلك؟؟

سأخبرك بسرّ صغير.. منذ فترة (وليست بالقصيرة) وأنا أواجه طواحين الهواء.. صراعات متتالية حتى بدأت أفقد حماستي لأمور كثيرة..

منذ يومين وصلت مرحلة لم أعد فيها أحتمل.. لا إرادياً بدأت بالبكاء..

وعرفت بأنني إن تركت لدموعي المجال فلن أخرج من هوّة مشاعري المختلطة سريعاً (لأنني شخص لا يمكنه التجاوز بسهولة).

حينها نظرت لحجم المسئوليات الملقاة على كاهلي.. تذكرت والدي المريض وأمي التي تحارب وحدها.. تذكرت إخوتي وأخواتي وما يعانونه وكيف يرونني عمود البيت ودعامته..

تذكرت مسئولياتي بالعمل وتلك الحروب الكثيرة التي علي مواجهتها..

ثم قلتُ لإيناس.. كفى دلالاً.. لا وقت للبكاء.. لا تملكين رفاهية الاختناق.. ستبكين فيما بعد.. أما الآن فهنالك الأهم من دموعك..

وهانذا أحاول جاهدة البقاء قوية بشتى الطرق.. المهم أن لا أترك لنفسي بضع لحظات من الفراغ.. لأنّ هذا الفراغ هو ما سيجعل السقوط قريباً.

أؤكد لك أخي المجهول أنك لست الوحيد فيما تعانيه كلنا في نسير في نفس المركب ولكن المختلف هنا كيف تعاملنا مع هذا الأمر.

ربما انا من الأشخاص الحساسة واي كلمة مشينة سواء كانت في الحياة الخاصة أو العملية أو العامة قد ترهقني جدًا ونفسييتي تتراجع للأسوأ، ولكن عندما راجعت نفسيتي، وجدت أن أرهق نفسي على أشياء لا تستحق أن نغضب أو نحزن عليها، من يحزننا تجديه يرمي كلماته ثم يغادر ونحن من نعاني ونتأذى سواء على صحتنا النفسية أو حتى الجسدية، لِذا قررت ألا أولى الأمر اهتمامًا. وأن أفتخر بنفسي وأبتعد عن جلد الذات أيضًا.

بالنسبة لسؤالك الثاني، ربما ستضحك من تعليقي، ولكن في الحقيقة سأبتسم في وجوه هؤلاء الأشخاص، أقصد ابتسامة مزيفة وكأننا نقول لها مهما كان طريقتكم في تعاملكم معنا، ومهما أزعجتمونا، سنبقى نبتسم، أيضًا الجدال معهم لا فائدة بها، حتى لو أردت تقنعه. لِذا سأركز على نفسي على دراستي وأن أضع هدف لأصل إليه. التواصل مع الأصدقاء الايجابين قد يفيدك أيضَا.