أنا ضياء البصير، كاتب محتوى وسيناريو متخصص ولدي شغف كبير جداً بسرد القصص، لا تتردد في سؤالي عن أي شيء تريد معرفته عن الكتابة أو الإبداع أو رحلتي في عالم صناعة المحتوى والسيناريو!
أنا ضياء البصير، كاتب محتوى وسيناريو - اسألني ما تشاء!
مرحبًا ضياء، دائمًا تجذبني مساهمات مجتمع اسألني للمشاركة. جميل أن تحصل على الإجابة من شخص خبير في مجاله.
والسؤال الذي يدفعني فضولي لطرحه عليك هو:
يعني لماذا معظم قصص وسيناريوهات الأعمال الفنية في المنطقة العربية ركيكة؟ لماذا ليست بقوة القصة الأجنبية؟ هل تعتقد أننا ينقصنا الإبداع؟
ينقصنا التفلّت من القوالب المجرّبة، رأس المال الأوروبي في العملية الإبداعية لا يمانع تجريب أمور جديدة في عالم السينما والتلفزيون، سأطرح مثال: dark - يُعد فكرة مسلسل غريبة ومعقدة جداً، لو طرحت عندنا في المنطقة العربية لاتهموا الكاتب بالجنون والبعد كل البعد عن فهم الصنعة والكتابة والجمهور، هم في العالم الغربي: يجربون. حين قاموا بذلك تحوّل هذا المسلسل لترند فأنتجوا منه جزء ثاني وثالث. بعد ذلك اكتفوا تماماً رغم الطلب. نحن نفعل العكس عادةً، لا نجرّب التفلت من القوالب الجاهزة، ونصنع حين النجاح ألف جزء من العمل!
نحن نفعل العكس عادةً، لا نجرّب التفلت من القوالب الجاهزة، ونصنع حين النجاح ألف جزء من العمل!
لدينا مشكلة إنتاجية كبيرة جدًا ضياء، الإنتاج يفرض عليك السيناريوهات التجارية وأسامي الفنانين التي تعود عليهم بمبالغ طائلة، في حين أنني قرأت عن مجموعة من الكتاب المرموقين، حاولوا عرض سيناريوهات ذات قيمة واقعية، ومنها من يدخل عوالم من الفنتازيا والرعب، ولكن لم تلق كتاباتهم أي اهتمام من المنتجين. أرى هناك توجه مدفوع للتفاهة ، وكل ما هو تجاري، وحتى الأعمال التي يمكننا اعتبارها "جيدة" هي تُقارن بما هو أسوأ لا ما هو أفضل، لذا؛ رأيي الشخصي أن الحل يكمن في الأفلام المستقلة، هي فقط ما يمكن من خلالها رؤية قصص تحاكي واقع البلد والشعب.
الكتّاب العرب حالياً بين غلط وأكثر غلطاً، هكذا منقسمين، سأوضّح كيف، الكتّاب الغلط هم الذين يعرضون هذه السيناريوهات الواقعية المملة التي لن تجلب ربح تجاري عالي من المشاهد بالتجربة ومن أراد أن يخسر فليخسر من جيبه ولذلك أنا مع المنتجين بهذا الرفض. أما الأكثر غلطاً هو الاستسهال بالمنطق الكتابي وكتابة سيناريوهات أيضاً تركب على الألفاظ والترندات الشعبية لزيادة المشاهدات وهذا أيضاً غلط، في سوريا كانت صناعة الدراما متوازنة بين المشاهد وما يجب أن يعرض للمشاهد، ولكن كانت.
لعل طبيعة وسلوك غالبية المتفرجين بمنطقتنا هي ما تسهم في بقاء ذلك التقيد الإبداعي؛ فمثلا لو حدث وظهر عمل فني بأفكار جديدة سواء على مستوى القصة أو السيناريو، أو الاخراج، سنجد معظم الجماهير مترددة بمشاهدته أو إعطاءه فرصة.. أو بالأحرى لن يدفعوا ثمن تذكرة سينما لمشاهدة عمل لا يثقون بقدرته على إرضاء تطلعاتهم النمطية بعالم الأفلام!
ولكن هذا بالتجربة لم يكن واقعياً، لأن هناك محاولات غريبة نشأت بالسينما العربية استطاعت أن تحشد الجمهور حولها، من مثل مثلاً تجربة الدادا دودي الذي مثلته ياسمين عبد العزيز كأول بطولة مطلقة نسائية واستطاعت أن تحشد شبّاك بفكرة غريبة نوعاً ما كوميدياً، هناك فكرة الفيل الأزرق الغريبة جداً لأحمد مراد استطاعت التفلّت من هذا الأمر وانتجت نسق مختلف لانتاجات مصر معه وشراكة واضحة بين أحمد مراد والمخرج حامد بسبب هذا الانسجام وتحقيق الأرباح العالية. لذلك برأيي يجب أن نتشجع فقط من قبل المنتجين بشكل مدروس.
فمثلا لو حدث وظهر عمل فني بأفكار جديدة سواء على مستوى القصة أو السيناريو، أو الاخراج، سنجد معظم الجماهير مترددة بمشاهدته أو إعطاءه فرصة
لا يحدث هذا. الخلل ليس عند الجماهير. الخلل سيكون في ترويج العمل.
على العكس تمامًا أرى أننا هنا في بيئة خصبة تشجع كل جديد. من ناحية الجمهور فهو يشجع ولا يثبط لكن هناك سوء استغلال لذلك من صناع الأعمال الفنية أنفسهم.
على سبيل المثال، كان ضربًا من الخيال في وقتٍ ما أن يأتي ممثل (وجه جديد) ويحمل عملًا كاملًا مع أنه بمجرد ان تشجع بعض المنتجين وجربوا تقديم هذه النماذج إلى الجمهور لاقت رواجًا، ومن بعدها تشجعوا كلهم ليطبقوا نفس النموذج.
التعليقات