ضجيج الغدر
🌓🌓🌊
وصلت الطائره لمطار جده سأل تامر:
-ماذا عن الآن؟
نظرت له سمر بإستعجاب مُعلنه إستغراب السؤال الذي ينتظر إجابته :
-أخبرتك أن تأخذي وقتي لا وقتك، ولا أطيق الإنتظار
نظرت له سمر بيأس من استعجاله ولكن لم يتركها تفكر
-انتظرتك طويلاً هاه (نظر نظرة جانبيه) هاااه
-حسيتك حبيت تعبي، تّونا وصلنا و بتسألني على الفاضي… راحه يا عالم.. راحه يااا خلق
-العالم معي بيقولك جاوبيني
-خليني اقضي مقاضيني الاول و نتكلم بعدين
(زفر تامر كالأطفال وأعلن استسلامه)
-يلا يا ولد، وصلني الكورنيش فيه شي مهم بقضيه هناك
-حاضر، يا اما و شنو بدك تاني
ابتسمت سمر ابتسامه جانبيه و قلبت عينها له😏
…..
مِن امام كورنيش جده اتخذت سمر مكاناً بحثت عنه بعينيها حتى ارتكزت به، وقفت على مقربه من الشط.. كمن يقترب من شخص ليتحدث معه بكلمات لا تتضح إلا بالإقتراب..
🌓🌊
"عاهدتك أمام البحر، بحر جده… هُنا وثّقنا حُبنا وتعاهدنا ألا نفترق؛ حين أبتعد ابحث عني بمويجات ذلك الشط ستجدني بِه… ألقينا رسائل هُنا حَمّلت خبايا وحده البحر يعرف مُحتواها، اشتاق إليك يا طارق واخاف مِنك وعليك…
أُريدك ولا اُريدك. يا موج ابعث لهُ كلِماتي ولا تتركه وحيداً، أخبره أني عُدت إملأ فراغ صدره و أننا سنلتقي.. "
ألتفت لتامر بعد ما مسحت دمعات لامست خدها، والذي بدوره ناولها محرمه لتسمح دموعها..
-استرحتي قليلاً
-مِن ماذا؟ كُنت ااآاه… اُاُرسل رساله فقط
-للبحر ؟!! (ورفع حاجبه الأيمن) 🤨
-يلا نروح عالرياض، خلصت خلاص
-سمر..(رفع وجهها بيده)
حين التقت عيناها بتامر، القت نفسها في صدره ارتد خطوه للخلف لتبكي كطفل التقى امه بعد غياب… رفع تامر يديه على كتفها وربط عليها تاركاً سمر تخرج كُل سؤال و تفكير بداخلها ،
حتى هدأت وابتعدت..
-نتحرك لحين (تكلم تامر)، حركت سمر رأسها طولياً للإجابه
وتحركا…
……….
بعد مرور يوم
……..
تحركت سمر للمقهى المُعتاد في الرياض، لم يمر طويلاً حتى لمحت هند
اضطرب قلب سمر بالعديد.. خوف، قلق، حيره، حزن وفرح .
استوقفتها سمر:
-كيفك هند
تسمرت هند في مكانها مُبديه تعابير جافه، ولم تلتفت بوجهها لسمر
-شو بدك؟
-شو بدي؟!! لكان مفروض أنو سؤالي، خبرتك ووعدتك ألا تخبريه بشـ….
التفت هند بكامل جسدها لوجه سمر :
-انتي مذبذبه بعد ليس إلا، اتركي الأمر
وتحركت متجاوزه سمر التي قبعت في مكانها بلا حركه، تفكر بما قالته هند ولم تصرفت بمثل ذلك التصرف .
…..
في بيت طارق
….
كان عقله يسافر بين نافذه و الأُخرى مُنتظراً هطول الليل، الغد ستصل سمر الذي لم يعلم بوصولها بعد..
على الرغم من أن شيئاً غريباً اصاب قلبه في الأمس، فتغاضى كالمعتاد
وأعاد التفكير في كلمات هند بهدوء و رسالة سمر
§ بداية كتاب جديد §
انطلق طارق لمكتبته وظل يبحث حتى وجده "فلتسقط الأقنعه".
الكتاب الوحيد الجديد بمكتبته و لم يقترب له على غير العاده
انتشله وسقطت مِنه ورقه..
*في أول مكان تلامسنا به كورنيش جده، كتبت في زجاجتي دائماً سآمر البحر بحراستك فأينما كُنت انظر فقط له ستجدني فيه *
فزع طارق الذي تذكر كلمات سمر عن عِلاقتها بالبحر وكيف أنها حلمت بمنزل أمامه وبظهر الرساله يظهر كلمتان بخط دافئ.
*ستجدني هناك*
..
-يا الله.. بعد كل ذلك الوقت، كانت تُخبرني بأماكن تواجدها في تِلك الرساله، لكنها لم تفصح عن حياتها وتركتني كالمجنون..
_صوت رسالة هاتف_
-ما.. ماهذا…؟!! اللعنه على حياااااااااتي
وقذف الهاتف في الحائط ليرتد فتاته
……
اليوم الثاني
…..
مرة اُخرى ارادت سمر التوجه لكورنيش جده، لكن تامر كان مشغولاً بعمله في المركز الطبي
لم تنتظر سمر كثيراً وطلبت سياره لتقلها إلى جده، اختارت نفس المكان لكن هذه المره ظهر مِن خلفها طارق
كانت الصدمه قويه بالنسبة لطارق حينما رأى سمر.. تِلك التي شهِد وفاتِها و دفنِها :
_إنك هُنا ؟ لستِ شبح.. سم… سمرسمر… أنتي أنتي أمامي حقيقةً..
ادارت جسدها ناحية الصوت ونظرت له بخزي:
_أهلاً طارق
_أهلاً؟؟ أهلاً؟؟؟
_اعرف ما تُفكر به الآن، كُنت أخشى تِلك المُقابله طويلاً و لكن صدقني كان لمصحلتك
_سمر!! لا تتصدقي علىَ بحقوقي، كانت تِلك حياتي ما دمرتيها بخِدعتك.. و.. و حين كتبتي لي أن ابحث في التفاصيل ما كان ذلك، تدفعيني للجنون و تمضين قدماً بحياتِك!!
_من قال ذلك، أنا اتعذب ايضاً
_صح في حُضن صديقك
كان هاني صديق طارق متواجد بالقرب منهم حين وجد ذلك(سبق الإفصاح عنه في الجزء الاول بعنوان ابحث عني)
_سمر لا.. لا لا أقبل (و هو يلكُم رأسه بقوة و قلبه صارخاً) كُنت أموت بسبَـ.. بسببك يومياً في كل ساعةٍ في حياتي، في كُل دقيقه.. أنتِ تلهين في الأنحاء…(مُشيراً لها كأنه يلكمها في الهواء) اردتِ الحياة لنفسك و تركتني أهلّك وحدي حاربت الكل حتى نفسي… حاربت الكُل وحدي و حين؛ أردتك كما اردتيني يوماً إختفيتِ … إختفيتِ و لم اجد لك اي ذكرى إلا بذلك العقل الغبي السخيف ،حين أخبرتي هند لم تدرين كم اردت لكلامها ان يكون حقيقياً و لكن كيف… ألا اُخبرك بالفرق بين المختفي و الميت...
الميت يقبع بمكان واحد تستطيع زيارته بين الحين و الآخر. كلما اشتاق قلبك له زُرتِه، أما المختفي يتركِك كالمجنون معلق كلما اشتقت له لم تجد سوي عقلك و ذاك اللعين بصدرك.. تكرهين تلِك الساعه و ذلك اليوم…..
ألعن تلك الساعه و ذلك اليوم و ألعن تِلك اليد التي راسّلتكِ و العن كل شئ يخصك… لعنك الله بالحب الضائع.. و تقولين حقيقةً اي حقيقه!!! إنها حقيقه ضائعه ليس إلا
ظلت سمر في مكانها لم تتحرك إنشاً بينما تحرك طارق قاصداً سيارة هاني صديقه و تحركا، سقطت سمر على ركبتيها تزفر الهواء بصعوبه مِن حولها لم تُخرج دمعه واحده، ظلت بمكانِها مر حولها الناس محادثين لها لكن لم ترمش ولم تتحدث حتى لاحظت فتاة تتحدث بهاتفها..
مرت ساعات وسمر بمكانها و الناس مِن حولها، حتى ظهر تامر
ركض نحوها حين رآها؛
-سمر.. سمر انتي بخير
شار للجميع من حولها دلاله على إنها بإيدي مألوفه الآن، رفعت سمر وجهها لتامر ولم تفتح فمها بكلمه
حملها تامر للسياره حين أنها كانت فاقده للسيطره تماماً..
في السياره نامت سمر على وسادة السياره، ففزع تامر حتى أنه كاد للحظه أن يتسبب بحادثه..
-سمر ما تنامي بالله يا شيخه ما تنامي سمر (ظل يحرك وجهها حتى فتحت عينها مرة أخرى)
ونطقت أخيراً بعد مرور ساعات :
-ياريتني مِتت يومها
-اتفلي من فمك، وش حصل.. تاركتك بخير شنو حصل
-يارب اموت واستريح
رفع تامر صوته قليلاً و به قليل مِن الحده
-لاجل طارق!! جاني اليوم وتهاوشنا، خلص خلاص انسيه وعيشي حياتك، انسيه يا سمر مر الكثير مِن الوقت، لفي حولك شوفي الدِنيا… اجولك ابدي العمر معاي من البدايه سطر جديد و انسي
رفعت سمر عينها ببريق أمل في عين تامر ،امسك تامر بيدها وقبلها
-خلص ما بدي اعرف اللي حصل، اللي حصل حصل بالماضي.. احنا باليوم هِني تعاي نبدأ من جديد.. تتقبلينِ كزوج لك… زوج تافه طايش يعشج القهوه الخايسه و شعر نزار قباني ايي عرفت اسمه (وضحك ضحكه داخليه😁) وايي كلامك صح نسيت اللغه العربيه رجعيني ليها… توافقي سمر
ومسح دموع سمر التي بدأت بالانهمار
ابتسمت بخفه ونظرت له بعين تلمع مع ضوء القمر
-خليني افكر لكان
-ياااا الله يا الله اآييي خدي وقتي لا وقتك
-آبشر
-بشرك الله بالخير
¬هل تنتهي علاقة طارق و سمر هنا¿
أين هند؟وماذا سيكون رد فعلها؟
هل تمادى طارق في كلامه أم حقه كما قال؟
التعليقات