(ومضه أغطشت القلب )
🌕🌕🌕🪶
-هند-
أراه كُل يوم شاحب الوجه، شارد. نقص وزنه كثيراً عما كان عليه، لا يستحق طارق من سمر كل ذلك.. و تِلك الترهات التي أخبرتني عنها
تقول خوفاً عليه مِن إخوتها و الأفضل أن يحتفظ بذكرى جيده لها، إنه كالمجنون يسير ،ترى سمر في عينيه يراها في الجميع؛ ولا أعرف سر شروده مع القمر كأنه يراها فيه
لابد أن يعرف أنها مازالت على قيد الحياة
….
في إحدى مقاهي الرياض المعروفه بالهدوء.. يسيطر عليها أجواء الطبيعه فروع خضراء تتدلى مِن أخشاب شُكلت على هيئة سقف، مِن جميع الأبواب يمتد نفق يتخلله مياه جاريه بِها أسماك كواي تنتهي بصخره على شكل منحدر تتساقط مِنها المياه و تضغي رائحة القهوه بالمكان
سكن طارق بإحدى الطاولات التي كانت بشكل جذع شجره مصقول محفور بِه إسم المقهى و بجانبه حرف صغير (S) حيث وضعها طارق مُسبقاً مع سمر
أمامه فِنجان قهوه خاليه مِن السُكر و بجانبها ثلاثة تمرات، قلما يضع يده عليهم
….
_هل بحثت في التفاصيل جيداً و ذلك الكِتاب الجديد
رفع طارق وجهه للأعلى، جابراً عينيه التي أرهقتهما الدموع و غلبهما الحزن على الإرتفاع.
_هند.. أهلاً بك
_ماني جايه أتضايف، "ابحث عني في غلاف كتاب جديد أُقيمه" أنت لم تبحث جيداً
_كيف! . كيف!! إنها كلِمات سمر في الرساله.
_أنا سلمتها لك ، سمر بكندا.
عَلت ضحكات طارق يشوبها الاضطراب و الجنون و ظلّت تتزايد
_عمن تتحدثين (ضاحكاً وهو يمسح عينيه من قطرات الدموع)
نظرت له بحزم و إصرار و اقتربت بما فيه الكفايه ليسمع كلِماتِها
_ سمر حيه وهي الآن بكندا.
سادت لحظات صمت بين هند التي أرادته أن يستعيد وعيه و طارق الذي رفض فكرة الإفاقه من خياله
_أنتي تهذين لا إلا، سمر ماتت أمام عيني و أنا حضرتك جنازتها
_كانت هذه خدعه بالإتفاق مع صديقها الطبيب تامر
اختفت الابتسامه التي علّت وجه طارق وعزم المغادره لكن استوقفته يد و كلمات هند
_أنت تُهمني.. ااا... تماماً كسمر.. 😕عُد لُرشدك ودعني اساعدك
لكن ذلك لم يُغير وقع مغادرة طارق، بالنسبة لهند كانت المرة الأولى التي تعترف فيها بحقيقة مشاعرها تجاه طارق.. لكن هل كانت جريئه لتفعل ذلك ؟ باتت تُحدث نفسها، حتى أتى اتصال من سمر...
و بنبرة غضب و كراهيه ردت هند قائله:
_أهلاً سمر، أخبرته بكل شئ😠
_وش تقولين، هند!! 😳هند قولتِلك تدعيه لوهمه، دعيه يعيش وتخلبصين و تروحي تحكيه
_استمتعي بتامر في كندا 😏
واغلقت هند الهاتف مُعلنه حرب جديده بينها و بين سمر على طارق.. رفعت هاتفها و اتصلت بطارق
لكن لا استجابه.. مرة أُخرى
لا استجابه
جربت مره أُخرى لكن لم يصل الاتصال لأنه كان يرن بالفعل، ودار الآتي..
_اهلاً هند، هل ما تقولينه حقيقه؟
_مائة بالمئه.. أغلقت معها الهاتف للتو
_من تامر؟ وماذا تفعل معه بكندا؟
فكرت هند باستغلال تِلك الفُرصه لصالحها و ردت
_تنساك به
_تنساني وماذا أفعل الآن؟ متى ستأتي؟
_دعني اسعادك، اسمح لي فقط بالدخول في حياتك، ستنسى سم..
_هند!! ماني رايد انساها، آني حتى مو مصدق إنها حيه
_وإن اثبتلك
تكاد تسمع قفزة طارق من مكانه على وقع كلمة هند الأخيره و لكنه حاول تمالك نفسه
_كيف؟
_سمر راجعه بالأحد الجاي هاخدك تقابلها، بس؟!! وآني؟🥺
_ااهه.. ااه.. 😕
_ما تتعب نفسك إنسى كل شي، لين تقابلها
.....
🌕🪶
في رأيكم ماذا سيكون رد فِعل طارق؟
هل أخطأت هند بالبوح بمشاعرها لطارق؟
ماذ ستفعل سمر بعد تِلك المكالمه؟
(ومِن الحُب ما.. ظَلّم) 🥀
التعليقات