🍁🍁🍁…….

كانت الغرفة ضيّقة يخيّم عليها صمت المستشفى، تتناوب فيها رائحة المطهّرات مع أنفاس متعبة تُقاوم الانكسار.

جلست سمر على سريرها، ووجهها شاحب كقمرٍ نصف غائب، وبيدها قارورة صغيرة من عطرها المميّز.

مدّت يدها نحو هند، وهمست بصوتٍ أقرب إلى الرجاء:

"خذي هذا... إنه ليس عطراً وحسب، بل علامة. إذا جاء اليوم الذي يسألك عني... فسلّميه هذه الرسالة."

ناولتها ورقة مطويّة بعناية، وقد انحنى الخط بين سطورها كما لو أنّ الكلمات نفسها تئنّ.

قالت هند بارتباكٍ يثقل قلبها:

"لكن... كيف؟! إنّه يحبّك، سينكسر."

أطرقت سمر رأسها، وأجابت بعينين تغالبهما الدموع:

"أعرف... لكنّ في الوهم نجاةً له. إن ظلّ يظنّني حيّةً، سيحارب لأجلي حتى يهلك. لا بدّ أن يصدّق أنّي رحلت... على الأقل بعض الوقت."

سقطت دمعة حارّة على الورقة قبل أن تطويها بإحكام، ثم أضافت آخر سطر بخطٍ متردّد:

«حين يتيه قلبك بين الأمواج... اتبع الأثر، فهناك من ينتظرك.»

قبضت هند على الورقة بقوّة، وعيناها تستجديان إجابة:

"وإن سألني قلبه... أين يجدك؟"

أدارت سمر وجهها نحو النافذة، وهمست بصوتٍ بالكاد يُسمع:

"قولي له... لستُ بعيدة. فقط ليبحث بين التفاصيل التي لا تموت."

رشّت قطرة من عطرها على الرسالة، فاختلط الحبر بالرائحة، كأنّ الكلمات نفسها قد تنفّست منها.

ثم أغمضت عينيها، تاركةً في يد صديقتها سراً ينوء بثِقَلِ القدَّر، سرّاً سيقلب مصيرهما معاً.

ما إن أغلقت هند الباب خلفها حتى ساد الصمت الغرفة. نظرت سمر إلى السقف بعينين غارقتين في العتمة، ثم مدت يدها إلى درجٍ صغير، أخرجت منه قارورة لا تحمل اسمًا. لم تتردد طويلًا؛ غرست الإبرة في ذراعها، وتركت السائل يتسرب إلى عروقها. لم يكن موتًا، لكنه يشبهه كثيرًا.

شيئًا فشيئًا خفتت أنفاسها، وتباطأ نبضها حتى كاد يتلاشى. كانت تعلم أن طارق حين يعود، لن يرى سوى جسدٍ هامد، وملامح خامدة، فيُصدّق الفقد ويستسلم لصدمة الرحيل.

وبالفعل… بعد دقائق دخل طارق الغرفة، ارتجف صوته وهو يناديها بلا مجيب. أُبعد سريعًا من إخوتها وهو يصرخ باسمها

(اتركوها لي دعوها لي)

بينما الأطباء اندفعوا نحوها، يضعون الأجهزة، يحاولون استعادة النبض الموارب،يُسدلون سِتار الغُرفه و كأنه نهاية ذلك المشهد له و كأنهم يقبضون على شعاعٍ يتلاشى.

لم تكن قد رحلت… لكنها اختارت أن تُوهم الجميع بذلك.

..كان من بين الأطباء صديق آخر ساعدها في ذاك، الصديق الخفي (تامر)

و بإغلاق النوافذ حقن سمر بالمضاد لتِلك المادة لتعود مؤشراتِها الحيوية مرةً أُخرى.. و لتعود معها سمر بنصف قلب

..

لم يمض الكثير و بعدما صدَّق إخوتها إخلاصه في حُبها حتى إنقلبوا ضده مرةً اُخرى لما خططت له سمر

لكن كانت الخطة تسير بنجاح، استطاعت سمر إقناعهم بأنها تخلصت مِنه للأبد

و لكن سمر ما زالت سمر

… تتناسى و لا تنسى…

🌒🌒🌒

هل سيعرف طارق بتلك الخدعه؟

من تامر و ما دوره؟

هل سيستمر ذلك الجفاء و هل هو جفاء ام استئثار؟