كان ظابطا ضخما جدا نظر إلي بحدة،فبادلته النظرات لأني لم أعد أشعر بأي خوف،فأكثر الأمور رعبا كنت فيها،فلم الخوف؟ أو الانين لن أقبل شفقة أحد،حدق إلي ذلك الضخم وسرعان ما تغيرت ملامحه إلى طفل بريئ يحاول استجادتك للحصول على قطعة حلوى،أخرج يده من جيبه وكشف عن علبة للسجائر من نوع محلي،قال:سيجارة ؟
قلت :نعم
منحني واحدة مبتلةمن أثر تعرق يديه،امسكتها بقوة مسحت رأسها بيدي،ما إن هممت وضعها في فمي،حتى قفز شاب من أمامه تظهر عليه رائحة المبتدئ،ضغط على الولاعة وأشعل سيجارتي.
إذن لا تعلم إن كانت نقود مخدرات؟لم أفتح فمي لأن السيجارة بين شفتي،هززت رأسي لأجيب بنعم.
ثم ساد الصمت لدقائق حتى سمعت صوتا صاخبا لجرس لم أعرف مصدره،فتح باب المكتب تلقائيا لألمح خيالين يقتربان ببطء يحجبان ضوء المصابيح في الغرفة.
واجهني الظابط بظهره،أنزل نظاراته على أنفه قليلا وحدق في الوحشين أمامه،ثم صاح فجأة وتعالت الشتائم وكان اللعاب يتطاير في الأرجاء ،وقفت في مكاني والاغلال تقيد يدي،ابتسمت وقلت للوحشين إلى الحفرة مجددا حسن هيا بنا.