لوحة فنية بعنوان "الصرخة" لإدفارت مونك معلقة على الحائط تعبر عن الاكتئاب والقلق، موسيقى تراجيدية تجسد صرخة الألم، كتب لفيودور دوستويفسكي متناثرة فوق الطاولة، الثياب حالها حال الكتب متناثرة على الأرض، وها أنا مستلقي فوق السرير أتأمل في سطح الغرفة الذي تبدو عليه ملامح الشيخوخة، وبين كل هاته الفوضى تظهر فراشة مزرقشة بألوان مفتوحة، في أول الأمر فزعت منها وكيف لي أن لا أفزع وأنا من يعيش بين الفوضى والسوداوية غير متعود على ما هو جميل، لكن بعد ذلك وكأنني أجدها تريد الخروج بي إلى عالم أكثر تنظيما وجمالية، الخروج بي من تلك الفوضى والسوداوية إلى عالم أكثر بياضاً وشروقاً، عالم لا موسيقى ألم فيه ولا لوحات عن العزلة والاكتئاب والانفصام ولا كتب لدوستويفسكي، عالم قد يكون أفضل، لكن هل سيحتضنني هذا العالم كما احتضنتي هاته الفوضى؟ هل سأجد في هذا العالم الصدق كما وجدته في ريشة إدفارت مونك وبين عازفي المقطوعة الخاصة بي وعلى صفحات كتب دوستويفسكي؟