لماذا تخاف مجتمعاتنا من العلمانية؟
نحن لا نخاف، بل نخالف.
فالعلمانية ضد الدين؛ وكما لمح في المقال عند ذكر فرنسا، والذي يفيد أنها علمانية متطرفة، وتعادي الدين جهارا نهارا، ما يعني أن العلمانية الأقل تطرفا، أو غير المتطرفة، ستظل تعادي الدين.
وقبل مدة قرأت في أحد المنشورات الملصقة في أحد الجامعات: العلمانية كفر مبين وطعن في الدين.
وهذه العبارة التي وردت في المقال خاطئة:
فشؤون الناس الدينية أمر تركه الخالق للفرد، ولا يمكن أن يُحاسِبه عليه إلا هو
فهو ادعاء يجب أن يكون عليه دليل شرعي.
فهو ادعاء يجب أن يكون عليه دليل شرعي.
وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ -- سورة الكهف 29
كم دينكم ولي دين -- سورة الكافرون
الآيتين السابقتين ذاتي دلالة إخبارية لا يبنى عليهما حكم في هذا الصدد؛ فالآية الأولى تخبر عن أن الإيمان والكفر راجع لمشيئة الفرد، والإنسان مخير بينهما (مع وجود الإبتلاء).
وإلا لما كان الكفر معصية لله، بدلالة هذه الآية، فهو من خيرهم: إن شاؤوا آمنوا وإن شاؤوا كفروا. ولكن هذا غير صحيح.
أما الآية الثانية، فهي أيضا إخبارية، ولا أعلم ما هو وجه استدلالك بها.
وما يؤكد أن الحاكمية لله، قوله تعالى: ("الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ") [سورة الحج 41]
وهناك أدلة أخرى كثير تدلل على نفس المعنى.
لماذا تخالف؟!
الله أعطاء العقول والتشريعات من أجل أن نعرف الحق , فالعلمانية لا تمنعك من ممارسة شعائرك الدينية بل تحميك وتوفرها لك , وتحمي أيضا لغيرك الشعائر الدينية , كم الأسلام يعطي حرية التدين للمسيحين واليهود .
والعلمانية لا تعادي الدين , بل تمنحك المكان المناسب لتمارس شعائره ونشره أيضا , فولا علمانية الغرب لما أستطاع الأسلام أن ينتشر هكذا بالغرب , لكانوا منعونا من نشره ولا بنوا لنا المساجد ولا سمحوا لنا بنشر القرآن عندهم , أليس كذلك ؟
الله أعطاء العقول والتشريعات من أجل أن نعرف الحق
الشريعة الإسلامية (المتعلقة بالحكم) هي قوانين، لو كنت مؤمنا إيمانا قاطعا بأنها حق، فلن تطبق أو تطلب غيرها قانونا.>فالعلمانية لا تمنعك من ممارسة شعائرك الدينية
الدين ليس شعائرا فقط، بل هو عقيدة تمييز بها بين الحق والباطل، وتكون سائر شؤون حياتك سائرا على هذه العقيدة، والواضح أن العلمانية ترفض هذا؛ فهي تريد الدين شعائرا والعقيدة التي تحدد سلوكك العام إلحادية (إلى حد ما).
كم الأسلام يعطي حرية التدين للمسيحين واليهود.
إذا لما نحاتج العلمانية؟!
فولا علمانية الغرب لما أستطاع الأسلام أن ينتشر هكذا بالغرب
الإسلام الذي ينتشر في الغرب، ليس هو الإسلام الذي أنزل على النبي عليه الصلاة والسلام، بل هو الإسلام على النهج الأروبي.
وذلك عائد إلى أن وضعية المسلمين حاليا، ليست بالمستوى الذي يمكنهم من نشر الإسلام الحقيقي، وما نحتاجه الآن هو ترميم الإسلام في الداخل، ثم من بعدها ننشره.
التعليقات