الاتجاه العام الآن في مواقع الويب العالمية هو نحو صناعة محتوى عالي الجودة، هناك شركات تقوم علي هذا المفهوم، المنتج هو "المحتوى" ، فى واقعنا العربى مشاريع المحتوى عالية الجودة مازالت تتحسس خطاها نحو مستقبل مجهول. المفهوم مازال جديداً، النسخ والسرقة مازال شائعاً وواسع الرواج، التمويل ضعيف، العقبات كثيرة ... كل هذا يجبرنا ان نطرح سؤال غاية فى الأهمية ... هل لهذا الطريق " نهاية ناجحة" ؟ هل الأمر يستحق العناء ؟
هل حان وقت مشاريع المحتوى العربية عالية الجودة ؟
توفير محتوى عالي الجودة أشبه ما يكون بالماراثونات، كلاهما يحتاج إلى نفس طويل.
المشكل أنه غالبا ما تتم مقارنة المواقع التي تحاول تقديم محتوى ذي جودة عالية بالمواقع التي تنشر محتويات سريعة التلف والتي لا تحتوي على مواد حافظة (وأقصد بذلك المحتويات التي لا يصبح لها أية فائدة بمجرد مرور أيام قليلة بل وفي بعض الأحيان ساعات فقط).
وللمقارنة من جديد بعالم الركض فإن من يخطف الأضواء عادة هي تلك المواقع السريعة تمام مثلما يخطف عداؤو 100 متر الأضواء من عدائي المراثونات والسباقات الطويلة.
لنعد من جديد إلى الترجمة (متابعة لما كتبه Safar)، أعتقد أنه لا يصلح أن نسمي ما نراه حاليا على الويب التقني العربي (وأقصد بذلك المدونات الإخبارية) بالترجمة، للأسباب التالية:
أن ما نراه حاليا أقرب ما يكون إلى المقولة الجزائرية "كور واعطي للأعور" لأنه لا يتم احترام حتى أساسيات الكتابة البسيطة (سبق وأن شاهدت استحداث كلمات جديدة لا أصل لها في عناوين أخبار، وما خفي في نص الأخبار كان أعظم) وكل ما يهم الكثيرين هو النشر السريع فقط، حتى ولو لم يكن الأمر سوى تغريدة طويلة عادة ما توضع بدايتها في العنوان ومن ثم يتم ترديدها بكلمات أخرى في نص الخبر.
لو كان الأمر فعلا ترجمة لحصلنا على الأقل على أخبار بنفس جودة الأخبار التي تمت ترجمتها وكما نعرف فإننا أبعد ما نكون عن ذلك في الكثير من المواقع الإخبارية (هناك تحسن في هذا الأمر على العديد من المواقع، وهذا أمر يجب أن لا نتجاهله).
في الأمر نوع من الإساءة لمحاولات الترجمة الجادة (شتان ما بين أعمال الترجمة الجادة وأشباه التغريدات التي نشاهدها في الكثير من المدونات التقنية العربية) وإطلاق نفس التسمية على الأمرين قد يُسبب بعض الإحباط للعاملين على الترجمة الجادة.
النجاح في مجال النشر الإلكتروني يصعب تعريفه (والوصول إليه)، إن كان الحصول على أكبر قدر من الزوار أو المُعلنين فإننا قد نحتاج إلى خلط الغث والسمين لإرضاء الجميع. أما لو كانت هناك تعاريف أخرى للنجاح فلربما أمكن تحقيقها مع النشر الجاد.
أحدثكم عن تجربتي الشخصية، على موقع المجلة التقنية مثلا (
اعتمدنا في بداياتها على نشر الأخبار التقنية بالأسلوب المتعارف عليه حاليا لكن مع محاولة التميز بتقديم الأخبار بأسلوب أكثر عمقا وأكثر تحليلا، كان عدد الزيارات حينها مقبولا إلى حد ما (مع ذلك لا يُمكن مقارنته بالأعداد التي كانت تصل إليها باقي المواقع). بعد أن انتقلنا بشكل شبه كامل إلى التحاليل والمقالات المُطولة (وهو ما يتطلب كتابة عدد أقل من المقالات مقارنة بالسابق نظرا لطول الوقت التي تستغرقه كتابة كل مقال والتي قد تصل إلى أيام) فإن عداد الزيارات هوى بشكل رهيب (رهيب جدا).
بخصوص الترجمة أطلقنا مدونتين تابعتين للمجلة وهما مدونة الإعلام الاجتماعي
ومدونة دروس الويب
والتي تعتمد فيهما على الترجمة بشكل كامل (ترجمة مقالات حصلنا على إذن أصحابها بالترجمة) ولا يعرف كلاهما عدد زيارات كبير (ولا متوسط، ولا ما دون المتوسط...)
هل أعتبر هذه المواقع ناجحة؟ لو اعتمدنا مقياس عدد الزيارات كمعيار للتقييم فحتما يُمكن الجزم بأنها فاشلة. لكن هل الأمر يستحق العناء، بالطبع نعم، لو أراد الجميع الركض وراء أعداد الزيارات فإننا سنجد أنفسنا بعد 10 أو 20 سنة نشكو من نفس المشكل: قلة كمية ونوعية المحتوى الناطق بالعربية على الإنترنت.
من جديد توفير محتوى عالي الجودة باللغة العربية أشبه بالماراثون. نحتاج إلى عدائين ذوي أنفاس طويلة إن رغبنا أن نأمل في الوصول إلى نتيجة (النتيجة ليست مضمونة، فليس كل من يركض ماراثونا ينهيه أو يتوج).
اهلاً صديقي يوغرطة اشكر لك إضافتك الرائعة معجب بماتقدمة دوماً. واتفق معك سبق وأن ناقشتك عن نفس الفكرة ’ التدوين الجاد الرصين لايحضى بزيارات في حين أن سلق البيض عليه معدل طلب عالي’ , وأعني هنا بسلق البيض هو اختزال الخبر التقني في تدوينة قصيرة جداً اشبه بتغريدة كما تفضلت.أنا ضد أستخدام معدل الزيارات كمعيار لتقييم جودة المحتوى ’عربياً’ لايعتبر معيار لأن معدل الزيارات ناتج عن سرعة التحديث التي تنشأ أساساً للحاق بالركب والتنافس في سرعة الخبر التقني.في صناعة أي مجال دائماً هناك تنافس بين فكرتين إرضاء الجمهور أو إرضاء النقاد والخبراء.. أعتقد أن المحتوى التقني الآن يحاول أرضاء الجمهور لأنه يقدم له معدل زيارات مرتفع وهذة بدورها تعني مصدر دخل عن طريق الإعلان,إذا عالجنا هذة النقطة أو خلطنا بين محتوى قيم وجاذب للجمهور سنتقدم بسرعات عالية,نحن الآن على الطريق الصحيح لكن الخطوات بطيئة جداً. شكراً لك.
المحتوى عالي الجودة حان أوانه منذ منتصف التسعينات عندما بدأت أول مواقع ويب العربية، أما سؤالك هل يستحق الأمر العناء فلا إجابة له إلا: نعم، لأن أي إجابة أخرى هي إما الانتظار وقد انتظرنا طويلاً أو اليأس وهو رفاهية لا نستحقها.
سبق أن طرح نقاش هنا حول جودة المحتوى وما المقصود به، لكن يجب أن تحدد ما الذي تعنيه بالجودة لأن كل شخص لديه مفهوم خاص، ثم ما هو مقياس النجاح؟ هل هو النجاح المالي؟ أن يكون المحتوى مفيداً ويؤثر إيجابياً في الناس؟
نقطة أخيرة، المحتوى العربي يتحسن، من لا يرى ذلك عليه أن يعود لبدايات المواقع العربية عندما كان المحتوى فقيراً حقاً، هناك فرق كبير بين اليوم والماضي وهذا التحسن يعود لعوامل كثيرة أهمها في رأيي مساهمات أفراد مختلفين، لا أضع أي أمل في أي مشاريع كبيرة أو حكومية أو شبه حكومية أو أهلية تطوعية، أملي في مبادرات الأفراد وقد فعل الناس ما لم تفعله مؤسسات كثيرة.
أنا متفائل وأرى أن الوضع يتحسن للأفضل,عندما تشاهد أفضل المواقع العربية ذات المحتوى الجيد فهي بالتأكيد ستكون المدونات واعني التقنية منها بالتحديد كل هذه المواقع تحدث صفحاتها يومياً بالأخبار الصادرة عن شركات تقنية غربية وغالباً تكون الاخبار مترجمة ’الترجمة ليست عيب أو خطأ الترجمة من طرق نشر المعرفة’.
حسناً نحن لانملك التقنية هل نتوقف عن الكتابة عنها ’ دعونا نتجاوز هذا النقاش الجدلي’ نعم نحتاج لمثل هذه النوعية من المدونات التي تترجم الاخبار لأنها نواة حقيقية لما عندما تنضج اكثر ’ ستفكر في محتوى غير مترجم’ وهذا ماعشته مع أكثر من تجربة دائماً نبدأ بحماس لرصد الاخبار ثم نتوسع أكثر ثم نرى بأننا نشبه البقية ومجرد نسخ مكررة ثم نحاول التميز ونبدأ في الكتابة وطرح رأينا التقني ليصبح عدد مانكتبه مقارب لعدد مانترجمة.
الآن المدونات العربية التقنية بدأت تهتم بأسلوب الكتابة من حيث النحو والصرف والبلاغة الأدبية وهذا يعكس تحسن جودة مايطرح بحيث يكون المحتوى كامل من كل النواحي وهذه إشارة تعكس حرص وتحسن في الفكر.
كلنا منذ بداية 2000م وحتى اليوم عايشنا تجارب حكومية لدعم المحتوى العربي أغلبها أن لم يكن كلها فشل سواء ماقدم في السعودية عن طريق مدينة الملك عبدالعزيز أو من شركات الإتصالات أو حتى الجامعات السعودية للأسف كلها تحولت ’لبرستيج اسم برستيج إطلاق مبادرة دعم المحتوى العربي’ بستثناء مبادرة جامعة الملك سعود مع موسوعة جوجل ’كونلز’ التي أغلقت فمات معها المشروع ربما,في الإمارات هناك نفس الحماس والمبادرات مصر أيضا أعلنت .. لكن دائماً المبادرات الحكومية تفشل ولاتحقق نجاح .. لماذا؟ ..لا أعلم قد يبدو بيروقراطية حكومية.
إذاً على من نراهن في تطوير المحتوى العربي؟
الرهان دائماً على الفرد المبادرات الفردية ثم تدخل القطاع الخاص ’ دع عنك الحكومة’ نمو الحاضنات في الوطن العربي اخيراً يعكس شيء إيجابي .. ومادخل الحاضنات في المحتوى؟ . الحاضنات تقدم المال لكي تكسب تربح تحقق عائد مادي لذلك التنافس سيكون على صناعة محتوى غير مكرر هكذا اقرئ المستقبل ’ صفقات شراء موقع زاوية و AMEinfo ’ مثلاً كلها كانت من أجل المحتوى الاقتصادي وهذا يحفز المبادرين الجدد على صناعة محتوى جيد وقيم
برايي ممكن ينجح على ان لا يكون المحتوى هو مصدر الدخل انما هو الوسيلة التي من خلالها تشكل اداة اضافية (كخدمة اخرى) تاتي بالدخل.
موقع مثل صحيفة سبق واحد من اكبر 10 مواقع عربية من حيث الزيارات والزوار بالتاكيد لديه تكلفة تشغيل عالية ولديه كتاب ومحررين لهم اجر شهري، مثل اي صحيفة مشهورة عربية او لا. لو لاحظنا فان الموقع لا يعتمد على المحتوى كمصدر دخل بل يعتمد على برامج اضافية مثل الاعلانات، رسائل الجوال للاخبار العاجلة..الخ واكيد هناك مصادر اخرى لكن لا اعلم ماهي.
المستخدم بالعادة سوف يفضل المحتوى عالي الجودة باي مجال كان وهذا الامر معروف وليس بشيء جديد، على سبيل المثال الصحف الالكترونية مواقع تفوقت ونجحت ومواقع لا يعلم عنها احد، كله بسبب المحتوى الخاص بها.
أشكرك أخي على طرح هذا الموضوع. بالتأكيد جميعنا سمعنا بمقولة "المحتوى هو الملك". أعتقد أن هذه المقولة ورغم أنها باتت مستهلكة نوعا ما الا أنها تبقى حقيقة قائمة ويجب على جميع أصحاب المواقع العربية أن يدركوا أهميتها ومعناها برأي. الانترنت كله في النهاية مبني على المحتوى.
أهمية المحتوى العالي الجودة تكمن في فكرة أنه يجب عليك من أجل أن تنجح في التسويق أن تثبت أنك خبير في مجال النيش الخاص بك. عندما تكون الخبير يصبح من السهل على الزائر الثقة بك والشراء منك. كذلك عندما تكون الخبير ستحصل على زوار أكثر وأعلى جودة وبالتالي ستحصل على المعلنين زستستطيع تقديم منتجات وتبيعها أو التسويق لمنتجات الآخرين عبر برامج الافيلييت والتسويق بالعمولة.
المواقع الناجحة هي بالفعل المواقع التي تقدم محتوى ذات جودة عالية. الأمر برأي يستحق كل العناء والجهد ومن لا يبذل الجهد الكافي فيه سيسقط في النهاية.
لا أعتقد أنه حان الوقت لبدأ مشاريع محتوى عالية الجودة لعدة أسباب أهمها
- ظاهرة النسخ واللصق المتجذرة في المواقع و المنتيات العربية فلا تكاد تكتب مقال واحد حتى تجد أن عشرات المواقع قد قامت بنقله وإذا كانت أرشفة تلك المواقع أسرع من موقعك فقد يتم إعتبارك من محركات البحث قد سرقت الموضوع رغم أنك من كتبه
عدم وجود عوائد مادية كبيرة من المواقع: فهته النوعية من المواقع تحتاج إلى مجهود كبير في التصميم والكتابة والمتابعة يعني تستلزم فريق عمل وهذا يحتاج لأموال كبيرة لأن المحتوى المميز يكتبه شخص مميز وهو يحتاج أجرة مرتفعة
عدم وجود قوانين منظمة ومتطورة للجريمة الإلكترونية في الدول العربية تعاقب على النسخ واللصق الذي نعاني منهه
- إظافة إلى أسباب كثيرة أخرى
مفهوم جودة المحتوى ربما يجد أكثر من تفسير منطقي لدى كل منا يتوقف علي معايير النوعية والكيفية والكمية التي تختلف من وجهة نظر لأخرى لكن الذوق العام يمكنه أن يحدد ذلك بشكل بسيط.
المحتوى هو المنتج لذا يمكننا أن نقارنه بتلك المنتجات التي نتعامل معها يوميا ويمكننا أن نحكم جميعا علي مدى جودتها، فهل جودة المحتوى تعني صياغته أو الاهتمام بالشمولية أم التوضيح والتفصيل أم عرضه بشكل جذاب وتضمين العديد من التجارب والمشاركات والقصص، أم هي مدى افادته وقوة رصانته كل هذه المعايير نوعية كانت أو كيفية فهي ستحدد معنى الجودة الذي يستطيع أن يلمسه الذوق العام للمستخدمين والزوار.
الواقع الآن في الويب العربي يتغير على نحو جيد بسبب كثرة المحتوى ومقدميه واحتدام المنافسة، من تابع بدايات الويب العربي سيجد أن أسماء بعينها كانت هي المنفردة في تقديم كل شيء بشكل لا يجعلها تهتم كثيرا فهي الملاذ الوحيد، قواعد اللعبة الآن تتغير وكل يوم هناك منافس أو أكثر يظهرون بقوة، وفي أي صناعة المنافسة هي الضمان الوحيد لتركيز المصنعين على جودة منتجاتهم.
سنشهد في الفترة الحالية تركيزا أكبر علي تقديم محتوى عالى الجودة ينافس بقوة على استقطاب زوار ومستخدمين جدد ويركز بشكل أكبر على استهداف فئة بعينها حتى تستطيع مشاريع المحتوى هذه المنافسة والتفرد.
هناك أمثلة عربية بدأت وأتابعها عن شغف وأتوقع أنها ستغير قواعد اللعبة تماما لصالحها بوقت قريب، أيضا القواعد الآن تختلف فشريحة كبيرة من المعلنين والشركات بدأت تشعر بالفارق في الأثر من الاعتماد على كمية الزوار والمستخدمين أو نوعيتهم لذا سيكون للتخصص الدقيق دور قوي الفترة المقبلة.
مقياس النجاح هو الأثر الإيجابي للمستخدمين ومدي إفادة المحتوى للزائرين، أما عن النجاح المالي فبالتأكيد سيتحقق إن كان الموقع مؤثرا يتابعه الكثيرين يعتمدون عليه في تخصصهم فستجد ساعتها النموذج الربحى الذي يحقق ذلك النجاح المادي، والفشل في إيجاد ذلك النموذج الربحي أمر آخر.
ختاما، بالتأكيد الأمر يستحق العناء والمتابعة في سوق يشهد الكثير من المتغيرات التي ستكون بالتأكيد مرجحة لكفة الأفضل.
سأتكلم عن المدونات والمواقع التقنية العربية حيث إنها حتماً لها نصيب الأسد في المحتوي العربي من المحيط إلى الخليج. بصراحة لم أجد ولا موقع أو مدونة عربية تهتم بالمواضيع إلا بعض المواقع الصغيرة التي لايعلم أحد بوجودها! مللنا من الأخبار! أخبار أخبار أخبار! كلها كوبي بيست من الموقع الأجنية حبث أرى موقع بغرد بخبر وأدخل وأقرأة .. وبعد 5 دقائق أرى موقع عربي شهير يقوم بنسخة وترجمتة حرفياً بدون أي تعديل! ما الفائدة من أن أتابع مدونة تقوم بالترجمة وأنا أساساً أجيد الإنجليزية؟ المستخدم يجب أن يعلم أن هنالك فرق بين المقالات "المواضيع" و الأخبار! فلو تريد معرفة طريقة عمل شيء معين في جهازك فلن تجد أي موضوع عربي يتكلم عن ذلك .. ولكن ها !! إذا أردت معرفة آخر إشاعة عن هاتف سامسومج فتجد كل المواقع العربية تعمل لبعضها البعض كوبي بيست :)
التعليقات