يوماً تلو الأخر، تتطوّر تقنيات الذكاء الإصطناعي بصورة غير مسبوقة على الإطلاق، لكني الشيء الذي استوقفني للتفكير قليلاً في مستقبل هذه التقنيّة هو برامج صناعة الصور بواسطة الذكاء الاصطناعي. 

مؤخراً أطلقت العديد من مواقع التواصل الإجتماعي وعلى رأسها (التيك توك) ميزة جديدة لصناعة الصور والفيديوهات القصيرة بواسطة تقنيات الذكاء الإصطناعي، ولاقت الفكرة رواجاً كبيراً بين المستخدمين، خصوصاً أن دقة الصور والفيديوهات التي يقوم الذكاء الإصطناعي بتوليدها غير عادية، وتصل إلى درجة عالية من الاحترافية. 

تخصّيل أن تدخل إلى أحد برامج صناعة الصور وتكتب له أمر (رجل عوز يشرب الحليب)، وفي خلال دقائق وربما ثواني يقوم بإنشاء وتصميم صور إحترافية متوافقة تماماً للجملة التي أدخلتها له، وتحتوي الصور على كافة التفاصيل التي قمت بإدخالها له في أمر التصميم: 

هنا يجب أن نقف لنفكر قليلاً في مستقبل تقنيّة صناعة الصور بواسطة الذكاء الإصطناعي، فإذا ذهب إلى مصمّم متخصص وطلبت منه رسم أو تصميم بعض الصور،فربما يستغرق الأمر أيام وأسابيع وبما شهور لتنفيذ التصاميم المطلوبة، لكن بواسطة الذكاء الاصطناعي أصبح الحصول على صور إحترافية وعالية الدقة لا يستغرق سوى دقائق قليلة فقط! 

من أكثر المعلومات التي أدهشتني بخصوص صناعة الصورة بواسطة الذكاء الإصطناعي هي أنها تكون صور وتصاميم حصرية 100%، وبالتالي ليس هناك خطر الوقوع في معضلة حقوق الاستخدام للصور والفيديوهات، مما يعني حريّة أكبر لنشر الصور عبر الإنترنت واستخدامها حتى في الأغراض التجارية بصورة قانونية وغير مخالفة. 

لاحظت كذلك أن الأنظمة الشهيرة مثل (ووردبريس) أصبحت تدعم بصورة كبيرة استخدام برامج وتقنيات الذكاء الاصطناعي لصناعة وتصميم الصوّر والفيديوهات داخل بيئة الووردبريس بدون الحاجة إلى برامج خارجية، وإذا كنت مستخدم أو صاحب موقع ووردبريس يمكنك ببساطة استخدام إحدى إضافات تصميم الصور بالذكاء الإصطناعي والبدء في الحصول على صور حصرية لاستخدامها داخل موقعك بدون أي حقوق، وقد تحدّثت عن أمثلة لتلك الإضافات في مشاركة سابقة على منتدى عرب ووردبريس: 

الخلاصة: العالم يتّجه بصورة كبيرة وينتقل من عصر (الصناعات اليدوية) إلى عصر (الخدمات السريعة)، وهذا يعطي مؤشراً واضحاً على أن المستقبل يعتمد أكثر على البرامج الجاهزة والتقنيات التي توفّر حلول سريعة وذات كفاءة عالية. 

وأنت كيف ترى مستقبل صناعة الصور بالذكاء الاصطناعي، وما مدى تأثيرها على المصمّمين والمحترفين مستقبلاً؟!