سؤال خلود ليس عن “سميرة” وحدها، بل عن الإنسان المعاصر كلّه حين يضيع بين ضجيج العالم وصمته الداخلي. نحمي أنفسنا ونحمي أبناءنا لا بعزلهم عن الحياة، بل بمنحهم البوصلة التي تذكّرهم أين تقع أرواحهم وسط هذا التيه الرقمي. الحماية الحقيقية تبدأ من الوعي: أن نُعلّم الجيل أن التكنولوجيا أداة لا هوية، وأن الشهرة ضوء مؤقت لا يعوّض دفء المعنى. أن نفهم أن الإنسان ليس ما يملكه، بل ما يبقى منه عندما يُسلب كل ما حوله. نحتاج إلى تربية معرفية عاطفية،
0
غريبٌ فعلاً… كيف نصنع من أنفسنا “ملائكة” أمام الغرباء، وننسى أن الملائكة الحقيقية تحتاج أن تظهر أولًا لمن يحبوننا. نبتسم للآخرين، نختار كلماتنا بعناية، نتحكم في أعصابنا… لكننا مع أقرب الناس ننسى كل شيء، نصرخ، نجرح، ونعتقد أن الحب وحده كافٍ ليظلوا معنا. ذلك الأب لم يكن وحشًا، لكنه يمثل كل واحدٍ منا… من ينسى أن القرب لا يعني السماح بالاعتداء على القلوب. الدرس القاسي هنا ليس عن العصير المنسكب، بل عن قوة اللطف، وعن مسؤولية الحب. من نحب يستحقون
الحياة ما تعطي الكل نفس البداية، لكنها تختبر من فيهم يستحق النهاية بعض الناس يولدون في راحةٍ وسند، وآخرون يولدون في العاصفة، بلا مظلة، بلا أحد. الأولون يتعلمون كيف يعيشون، أما الآخرون فيتعلمون كيف يقاتلون من أجل أن يعيشوا. الفرق بيننا ليس في الفرص، بل في ردّ الفعل. في الطريقة التي نحول بها الضعف إلى قوّة، والخسارة إلى دافع، والظروف إلى سُلَّمٍ نرتقي به بدل أن نسقط منه. نعم، الحياة غير عادلة… لكنها تحترم من لا يستسلم. الذين صمدوا رغم
سميرة.. ماتت واقفة تحت ضوء الشهرة سميرة لم تمت من انتحارٍ مفاجئ، بل كانت تموت ببطء… منذ اللحظة التي قاست فيها قيمتها بعدد المشاهدات، لا بصدق اللحظات. كانت جميلة بما يكفي لتلفت الأنظار، وذكية بما يكفي لتخدعهم بابتسامتها، لكنها لم تكن قوية بما يكفي لتخدع قلبها. الناس رأوا فيها فتاة ناجحة، مؤثرة، لامعة… لكنها كانت ترى في المرآة طفلة تائهة، تحمل في عينيها سؤالًا لا إجابة له: «لماذا لا أشعر بشيء رغم أنني أملك كل شيء؟» كانت تظن أن السعادة