مضى شهر على إعلامي بالإستغناء عن خدماتي..قضيت إثنتا عشر سنة من حياتي أتساءل كل صباح...هل هذا ما اردته؟ هل هذا ما أستحقه..نسق متكرر مرهق أعيشه لثماني ساعات أقضي معظمه في الإستماع إلى حديث صديقتي المتبرمة من ضعف الراتب و غلاء المعيشة و تثاقل الأيام...لم احب هذا العمل أبدا...معلمة رياضيات ...أشعر دائما بأنني أحضى بالمحبة الصادقة من طالباتي في نهاية السنة فقط...حينها يستشعرن كم كنت جدية و مثابرة و منضبطة و مجتهدة..حتى أنهن يبالغن في تذكير ي بذلك اليوم الذي تأخرت
صديقي
أنا هنا يا صديقي...بعد سنوات من التعب و الإرهاق و الفوضى، أجدني أقف على ناصية الطريق و لا أقاتل، أرمق المارين بتبلد و أقابل إبتساماتهم بأخرى شاحبة و بلا روح، انا منهك يا صديقي و مثخن بالندوب و الألم، و لم يعد النجاح يبهرني و لا الفشل يدميني...فلا تنظر إلي كما يفعل الغرباء و لا تدع الشفقة تتسلل إلى عينيك، فأنا لست ميتا يا رفيق العمر و لست منبوذا و لا ملقى على قارعة الطريق متسولا الماء و الطعام، انا