ثرثرةٌ نفسيّة ذي طابع فلسّفي .. إنه الحديثُ مع الذاتّ يا ”نحن“ أعتقدُ بإن أعمق المحادثات عندما يكون الطرفين ”أنا“ سأتحدثُ لـ ”انا“ عمّا يزعجني من دون تفكير أو حتى من غير وضع حُسبان بإنه من الممكن أن تتحسّس من كلامي؛ سأتحدث عمّا يجول في خُلدي بدون مقدمات أو رسميات .. أعلم ستجيبني بكل صدق فكلانا نعيش الشيء ذاته !! لن أخاف من أن أخفي عنها أكبر أسراري أو أكبر مخاوفي في هذه الحياة فهي لن تكترث للوقت لانها ستكون
وا أسفاه يا شام !
أشعرُ أنني غريبةٌ في وطني ، أتسكع في الأروقةِ كالغرباء ولا أرى سوى الأموات على هيئة الأحياء ، ولا أسمع سوى أنين الأرواح التي تتخبط من شدة الآهات.. امتلأت الأزقة برياحين العوسج بعدما كانت معطرةٌ بأرياح الياسمين الدمشقي. أبٌ لم يعد يحتمل رؤية ابنه يتلوى من الجوع فيتركه بجانب أبواب بيوت اللّه ويعودُ أدراجه تاركاً طفله وقلبه .. أمٌ تموت قهراً فتبلل بدموعها جدران غرفة أطفالها الذين سلبتهم رصاصة الحرب أكتب وأكتب وماذا يُكتب بعد!! جفّت الأقلام وتعبت السّطور من