أشعرُ أنني غريبةٌ في وطني ، أتسكع في الأروقةِ كالغرباء ولا أرى سوى الأموات على هيئة الأحياء ، ولا أسمع سوى أنين الأرواح التي تتخبط من شدة الآهات..
امتلأت الأزقة برياحين العوسج بعدما كانت معطرةٌ بأرياح الياسمين الدمشقي.
أبٌ لم يعد يحتمل رؤية ابنه يتلوى من الجوع فيتركه بجانب أبواب بيوت اللّه ويعودُ أدراجه تاركاً طفله وقلبه ..
أمٌ تموت قهراً فتبلل بدموعها جدران غرفة أطفالها الذين سلبتهم رصاصة الحرب
أكتب وأكتب وماذا يُكتب بعد!!
جفّت الأقلام وتعبت السّطور من حمل معاناتنا الثقيلة..
فَ كُنتِ وكُنا وأين صّرنا؟
لينام السّوريون معانقين أرواحهم ولتُيقظهم الحياة في اليوم الثامِن من أيام الأسبوع الموافق للشهر الثالث عشر بتوقيت إنتهاء الحرب ..
— دانيـا الدعيجـي