تسألني من أنا؟
أنا ذاك الذي يجلس دائما في الصفوف الأخيرة
ذاك الذي لن تجده أبدا في منتصف الصورة
ذاك الذي لا يحصر أي تجمع عائلي ولو حدث-وهذا قليل-لن تجده إلا هناك في الركن الهادئ يجلس في غاية الهدوء والصمت ، أنا الذي ستجده يشكرك دائما علي أشياء عادية ويعتذر لك علي مواقف لاتستدعي الإعتذار ذاك الذي يتجمل في أصدقائه ويحدث الناس عن مدي وفائهم وإخلاصهم ليجعلهم يشعرون بالحب حتي وإن لم يكونوا بهذا الجمال الذي يحدث به الناس عنهم أنا المختل الذي لو أفني عمره يقسم ألا يغفر لمجرد أن يسمع كلمات لطيفة يعود ببساطة مكفرا لأيمانه بسهولة كما لو أنه لم يغفر أنا الذي لا يجيد الدفاع عن نفسه ذاك الساذج الذي عندما تتاح له فرص الإنتقام تراجع خوفا من أذيتهم أنا التفكير المستمر في سعادتهم وراحتهم أنا من يدعمهم وهو في أشد الحاجة للدعم ويسندهم وهو يتميل بين الحياة والموت
ويطمئنهم وهو يرتجف ذاك الذي يرضي بأقل القليل منهم علي أن يقبل بالوفير من غيرهم هو ذاك الذي ينتظر دائما
أنا الجانب الأضعف دائما في العلاقات الإجتماعية أنا الإنطوائي الذي يشعر دائما بالغربة أنا الكئيب الذي يضحك رغم عنه أنا بقايا علاقات أفسدت كل شئ حي بداخله
أنا المنتصف ، المنتصف المميت يا صديقي بين قسوة وشيخوخة عقلي وطفولة قلبي::)