أنني أعتزلت الصحبة البشرية لصحبةٍ ورقية، فيكفني منها، ما رفعته عني، من عناء سوء المعاملة، وإجبار تقبل ما يصدر عنها، فأقرأ ما كتبه الكاتب وأنتقى، أخذ منها ما أحب وأترك ما لا أحب، فالإختيار وحرية الإرادة محترمة رغم أنف الكاتب والكِتاب. كما يرفع عني أيضًا مشقة توقع الأفعال والسلوك وردود الأفعال، كذلك أنتقائي للكلمات وطريقة معاملتي له، فلا أكن مضطر لكتمان المشاعر والإنفعال. فمن يقرأ لأديب فقد صاحبه، وتستمع له بإرادة حرة لا تحتاج مراعاةً منه أو تقدير للظروف ولا