يسقط الثَّلج على قلبي في شوارع الحنين و أنا وحدي محاطٌة بكلِّ الَّذينَ غابوا ! كُلّ الأذرع تتعانق و أنا أحدق عبر نافذة المنفى إلى وطني .. كعصفور يرمي نظرته الشريدة إلى الرّبيعِ من وراءِ قضبان قفصه أحاول ترتيب ذاتي وذكرياتي المبعثرة في رفرف مخيلتي المغطاة بالخيبات وكيف أنظف كل تلافيف الوجع كيف أخيط هذه الشروخ في الروح أستحضر أطيافهم مكبلة بالبعدأستنجد صورهم التي تلاشت مع قلة النظر أحاول إستنشاق كلماتهم التي ضاع صداها هناك خلف الغياب محاولات بائسة كسيحة

كان اشبه بحلم يأتيك ضمن واقع مرير بعد ان بليت مركبتك تمزقت أشرعتك وتكسرت مجاذيف صبرك اتاك من وسط دوامة اليأس وضخ لقلبك الأمل وسطع كشمس تبشر بالنور مسك يداك وشدك شدك وقد انهكك التعب ورمى خلفك مركب بالي بدون اشرعة او مجاذيف وابحر فيك بكل هدوء راسماً لك جنة وفردوس وقد نثر ورود الاماني حولك فعشت ربيعاً وردياًوماوصلت اتاك الخريف فتساقطت من حولك الاحلام والاماني وخنجره مغروس في قلبك ورماك في قعر المحيط بدون شفقة بين اسنان القروش الجائعةومضى

وحده الله يعلم بهذا الكم الهائل من صبرك وحده الله يعلم كم تأذيت وصمت كم عانيت وسكت كم بكيت وحدك وحده الله يعلم بعمق هذا الشرخ في روحك وبعمق وجعك وشدة ألمك وحده الله يعلم كم أنيت وكم عانيت وكم كم من الآهات أخفيت وحده الله يعلم كم طعنة تلقيت في صدرك وفي قلبك وفي ظهرك وحده الله يعلم كم كتمت من صرخات ألم وكم بكيت دموع ندم وكم وكم من صدمة تلقيتها وكانت سم وحده الله ولا أحد سواه