مثل صفحة (أفضل أماكن الفسحة والخروج في مصر)، والتي يتابعها ملايين الناس، تثبت حقا مقولة أن (مصر أم الدنيا) لمن يملك المال. مقولة أن العالم كتاب كل بلد هي صفحة فيه، لم يقرأه لم يسافر، هي مقولة تغالي وتعظم من السفر بالنسبة إلى من يحبون السفر. أنا أحب السفر، ولكني كائن معادي للبشر، لا أشعر بالأمان وسط بيئة غريبة وليكن محافظة أخرى، حتى لو كانت قريبة جدا لي (الجيزة، أو شبرا، أو حلوان، أو حتى المدن الجديدة!) واعتبر نفسي كائن قاهري في الصميم، خاصة القاهرة القديمة وسط البلد وعلى أطراف القاهرة، ما يعرف بـ جنوب القاهرة، وشمال القاهرة، لأنني نشأت في المرج ومنشية ناصر والشرابية في كنف عائلة من أصول صعيدية ولازلنا على اتصال بأصولنا، مثلا أحب السفر إلى الصعيد، وإلى الأسكندرية، وإلى المنصورة، وإلى الإسماعيلية، وإلى الريف حيث أقاربنا في الشرقية وفي المنوفية (في معظم أرجاء المعمورة الحقيقة).
هل تغني السفريات في الداخل عن السفر إلى الخارج؟
لا أعرف ما أن كان هذا خلل في شخصيتي أم ماذا ولكن لا أرغب في السفر إلى أي مكان في العالم ولا أحب الخروج والتجول خارج الحي الذي أسكن به، لا أخشى الناس ولكن لا أشعر بالراحة قط في أي مكان لم أعتاد على التواجد به، بدء هذا مؤخراً يسبب لي بعض المشاكل مع العائلة والأصدقاء لكن أنا على ما أنا عليه حتى اليوم.
المثل يقول
من طلع من داره، اتقل مقداره
وهو مثل صحيح جدا، أضيف بأن المتداول بيننا نحن الصعايدة، أن الرجل لا يجد الراحة إلا في بيته، وهناك مثل آخر يقول
-نم عند أختك ولا تنم عند أخوك .. كل عند أخوك ولا تأكل عند أختك
وغير ذلك مما يفرض شروط عليك خارج بيتك أو بيئتك، بينما في المنزل / الحي / الوطن، الأرض ملكك، بل وربما الناس من حولك هم ملكك بشكل أو بآخر.
التعليقات