في فيديو انتشر مؤخرًا على تيك توك لمعلّمة أمريكية تُدرّس طلاب المرحلة الثانوية، ظهرت وهي تودّع مهنتها بعد سنوات طويلة من التدريس بسبب ان الطلاب لم يعودوا مهتمين على حد تعبيرها، لا يريدون القراءة، لا يريدون التعلم. لديهم ذكاء اصطناعي يقرأ ويكتب ويفكّر عنهم ولديهم العديد من المشتتات التي تجعل الدراسة اخر اهتماماتهم.

كلماتها أثارت عاصفة من النقاش، وطرحت أسئلة موجعة عما إذا كان الجيل الجديد بدأ يفقد المهارات الأساسية بسبب التكنولوجيا أم أن الجيل القديم من المعلّمين لم يعد قادرًا على التعامل مع جيل رقمي نشأ في عالم مختلف تمامًا

من جهة، من السهل إلقاء اللوم على الأدوات الذكية. طلاب اليوم لا يضطرون إلى القراءة لفهم نص، أو حتى الكتابة لتلخيص فكرة. هناك تطبيقات تفعل كل ذلك بضغطة زر. وفي هذا الواقع، يبدو التعليم التقليدي مملًا وبلا جدوى من وجهة نظرهم.

لكن من جهة أخرى، هناك خلل في المنظومة التعليمية نفسها. فالمعلم الذي لا يُجيد التعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي، أو لا يحاول استخدام التكنولوجيا لجذب اهتمام الطلاب بدلًا من محاربتها، قد يكون أيضًا جزءًا من المشكلة. التكنولوجيا ليست عدوًا للتعليم، بل قد تكون طوق النجاة له إن استُخدمت بشكلٍ واعٍ وفعّال.

فهل التكنولوجيا أصبحت في صراع مع التعليم وتفقد الطلاب مهاراتهم فعلا؟ أم أن المعلمين في حاجة إلى التكيف مع الوضع الحالي واستغلاله لصالح العملية التعليمية ؟