يوم وقوع الزلزال، انتشرت تويتة لعالم هولندي اسمه فرانك هوجربيتس نشرها منذ ثلاثة أيام يتوقع فيها حدوث زلزال بقوة 7.7 ريختر في كل من تركيا وسوريا ولبنان، الأمر كان محيرًا، ولفت نظري تفاعلنا كعرب مع التويتة وتفاعل الأجانب عليها، بالنسبة لنا الأغلبية مبهور بهذا العالم وكيف تمكن من التنبؤ بالزلزال، بينما الأجانب بتعليقاتهم طلبوا منه الدليل العلمي الذي بنى عليه تنبؤه، وهذا ما دفعني للبحث أكثر لفهم الأمر
هذا العالم هو أحد العاملين في منظمة مسح هندسة النظام الشمسي SSGS في هولندا، وهو معهد لرصد الهندسة بين الأجرام السماوية المتعلقة بالنشاط الزلزالي، فوفقًا لاعتقادهم أن أي زلزال يسبقه هندسة كوكبية حرجة ويمكن من خلالها التنبؤ بالزلزال، وهذا ما يخالفه الكثير من العلماء. وهذا جعلني أتسائل هل يمكن علميًا التنبؤ بالزلزال قبل حدوثه؟
ووفقًا لتصريحات فرانكلين وولف وهو مرشحًا لدرجة الدكتوراه في قسم علوم الأرض والكواكب في جامعة هارفارد، ولما تعلمناه في مادة العلوم عن الزلزال وكيف يحدث، ففكرة التنبؤ صعبة الحدوث حتى الآن، قد يكون هناك معرفة حول احتمالية الحدوث عن طريق فرص حدوث زلزال بقوة معينة داخل منطقة على مدى سنوات.
يمكن حساب الاحتمالات بناءً على متوسط معدل النشاط الزلزالي السابق في المنطقة. هذه التقنية مفيدة بشكل خاص في المناطق التي سُجل فيها الزلازل بواسطة أجهزة قياس الزلازل، ويمكن للعلماء الحصول على معلومات إضافية، وإن كانت أقل دقة، عن طريق حفر الخنادق لفحص السجل الجيولوجي للتمزق الزلزالي الذي حدث في التاريخ القديم.
يتعلق التنبؤ الاحتمالي بالاحتمالات التي قد يحدث عندها الزلزال، إذ توفر تحذيرات للمناطق التي قد تكون أكثر عرضة لمخاطر الزلازل، مما يسمح لها بتعزيز مقاومتها للزلازل من خلال تصميمات البنية التحتية المحسنة وتدابير الطوارئ قبل حدوث زلزال محتمل في المستقبل.
ومن أحدث التقنيات المتعلقة بالتنبؤ بالزلازل الاحتمالية في كاليفورنيا نموذج يسمى Uniform California Earthquake Rupture Prupture 3، والذي يوفر تقديرات موثوقة حول احتمالية حدوث صدع زلزالي في جميع أنحاء الولاية. كمدخلات، تتضمن الأداة الأشكال الهندسية لجميع الأخطاء الرئيسية في المنطقة، بالإضافة إلى أحدث البيانات حول عدد مرات حدوث الزلازل ومدى قوتها عند حدوثها.
التقنية الواعدة الثانية هو نظام الإنذار المبكر بالزلازل واسمه ShakeAlert، ويستخدم في نظام السكك الحديدية بسان فرانسيسكو. عند اكتشاف زلزال، ويوفر تحذيرًا في الوقت الفعلي من ثوانٍ إلى دقائق للمناطق المجاورة التي قد تتأثر. يستفيد هذا النظام من السرعات المختلفة للموجات الزلزالية التي تشكل الطاقة المنبعثة من الزلزال.
باختصار، إذا اكتشف النظام أول وصول لأسرع الموجات، والمعروفة باسم موجات P، قبل وصول الموجات السطحية الأكثر خطورة وأبطأ حركة، فيمكن إطلاق إنذار، باستخدام الأتمتة عالية السرعة، قد يكون التحذير لبضع ثوانٍ كافيًا لإيقاف القطارات والمصاعد، وتنبيه الناس لإخلاء المنازل على الأقل.
وحاليًا، يعمل ريتشارد ألين عالم الزلازل بجامعة كاليفورنيا بيركلي، أحد الرواد في هذا المجال وساعد في تطوير نظام ShakeAlert، على تطوير نظام كشف قائم على الهواتف الذكية أظهر نتائج مبكرة واعدة في المناطق المكتظة بالسكان. وبرأيي إن نجح ذلك سيكون إضافة قوية للتصدي بشكل مبكر لظاهرة الزلازل.
كما أن هناك محاولات لتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي AI لاكتشاف الأنماط والإشارات في بيانات التنبؤ بالزلازل التي لا يستطيع البشر رؤيتها. ولكن لا يزال تطبيق الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالزلازل في بدايته، لذا لنرى بالمستقبل مدى فعاليته من عدمه.
إذن علميًا لا يمكن التنبؤ بتوقيت حدوث زلزال قبلها وبعدة أيام أيضًا، لكن يمكن أن ندرك احتمالية الحدوث ومدى تعرض مناطق محددة لهذه الظاهرة، والآن برأيكم كيف تستعد الدول لهذه الظاهرة المفاجئة خاصةً التي لديها احتمالية عالية لحدوث مثل هذه الكوارث؟ وكيف نتصرف كأشخاص في حال كنا في مثل هذه الكارثة كاجراءات للإنقاذ؟
التعليقات