هل من الممكن استخدام الذكاء الاصطناعي في التصحيح اللغوى والاملائى ومراجعه ما اكتبه ولا من الافضل استخدام مواقع مخصصه لذلك
استخدام الذكاء الاصطناعي في التصحيح اللغوى
رغم التطور الكبير والطفرة الكبيرة التي حصلت في الذكاء الاصطناعي وقدرته على القيام بالكثير من الأعمال، إلا أنه لم يصل بعد إلى تدقيق النصوص بدقة عالية كما يفعل الإنسان المختص في ذلك.
فأنا كمدقق لغوي ينصحني الكثير بأن أستخدم الذكاء الاصطناعي في عملي كي يوفّر معي الوقت، ولكني أرفض ذلك نهائيًا وأرد دائمًا بجملة (أنا لا أثق في التكنولوجيا في عمل التصحيح اللغوي مطلقًا)، فإن المواقع أو أدوات الذكاء الاصطناعي إن ضبطت الكلمة إملائيًّا لن تضبطها نحويًّا، وإن ضبطتها نحويًّا فلن تضبطها من الناحية الصرفية، والمدقق اللغوي يفعل كل ذلك.
ولكن هذا لا يمنع الاستعانة بها كمجرد عامل مساعد وليس رئيسي، أي اترك له المراجعة الأولى ليصحح أكبر عدد ممكن من الأخطاء، ومن ثم راجع أنت بنفسك لتصحيح أي أخطاء يتركها، هذا يوفر الكثير من الوقت والجهد، خصوصا أن أعمال المراجعة مرهقة.
بالنسبة لي لا أرى ذلك؛ فبعدد السنوات التي قد قضيتها في مهنة التصحيح اللغوي أصبح التدقيق والمراجعة بالنسبة لي لا يكلّف جهدًا ولا وقتًا، وأفضّل أن أعمل بنفسي وأتأكد من جودة عملي بدلًا من أضيّع الوقت في المراجعة وراء قطعة آلة لن تفيدني كثيرًا في عملي.
بالإضافة إلى أنني جاءني يومًا عمل قد تم تشكيله باستخدام أحد المواقع أو البرامج لا أعرف، وبسبب استخدام التكنولوجيا في ذلك صارف العمل مرهقًا لي أضعاف أضعاف أضعاف الإرهاق العادي بسبب مسح التشكيلات الخاطئة للحروف.
الأمر يشبه أنك نجار محترف يستطيع دق المسامير في وقت قياسي وبحرفية شديدة، ولكن ظهرت آلة يمكنها إنجاز الأمر بطريقة أسرع، مسدس المسامير الهوائي مثلًا، فلمَ إذا قد لا تود تسريع مهمتك وتوفير جهد ووقت لعملاء آخرين؟ الذكاء الاصطناعي مجرد نموذج متعلم وليس شخص، لذا في القواعد النحوية والإملائية نسبة خطأه تكاد تكون معدومة لأنها تعتمد على مصادر تعلم النحو، قد يختلف الأمر في مراحل إبداعية مثل التحرير الأدبي.
التعليقات