كيف يمكن لشخص في الثلاثين أن ينجح في حياته مع العلم أنه يرغب في بدء الدراسة هل يستطيع إنقاذ مستقبله في الوقت المناسب و هل يستطيع تعويض العشرينات إذا افترضنا أنه لم يحقق فيها أي إنجاز و عاشها بشكل منعزل في البيت و مضطهد اجتماعيا هي كفترة مهمة جدا سواء على المستوى الشخصي أو العملي فهل يستطيع تعويضها
الخلفيات الاجتماعية
أهلًا يا فاطمة،
العمر لا يقف عائقًا أمام تحقيق أهدافنا وأحلامنا ، لا أعلم لماذا البعض قد يتحجج بأنهم كبروا ولا يمكن أن يعوضوا ما فاتهم ، بل بالعكس بالصبر وبالإدرادة وبالتحدي نستطيع أن ننقذ مستقبلنا .
عندما تأتي نتائج الثانوية العامة ، أسمع قصص لأمهات إجتازوا هذا الإختبار مع أبناءهم ، حتى أنهم حصلوا على معدلات مرتفعة وعالية مقارنًة بأبناءهم .
أيضًا عندما تقرأين بقصص رواد الأعمال الذين عانوا من بطش أباءهم وربما أنهم نُعتوا بالفشل ، فمثلًا رجل الأعمال والذين لُقب بأحسن بائع "جو جيرارد" الذي عاني في صغره من ظلم أبيه له إذا كان يعامله معاملة قاسية .
لكنه لم يستسلم بل أنه بدأ في بيع السيارات وذلك عندما بلغ الخامسة والثلاثين ،سأترك لكِ رابطًا برجال أعمال حققوا أهدافهم في سن الثلاثين في أسفل تعليقي .
فربما عزيزتي قد يحقق الشخص في عمر الثلاثين إنجازات هائلة ،وربما يحقق أكثر من الأشخاص الذين هم في عمر العشرين ، كما تذكري عزيزتي أن عمر الثلاثين قد يكون أفضل وقت لتكوين الإنجازات .
بالنسبة للإضطهاد الإجتماعي ، لماذا لا نجعله سببًا في تحقيق الإنجازات لا أن نلصق عليه فشلنا ، فمن ينجح بالأخير هو الشخص الذي تعب على نفسه وتحدى جُل الظروف الصعبة والقاسية التي مر بها .
يمكنك أن تبدأ في كل لحظة،سكن عندي ظابط سابق في الشرطة معزول بعمر ال 26 ثم بقي عشر سنوات في منزلهم منعزلا أو يعمل في أشغال جانبية ،بعمر 36 جلبه أحد اقاربه و تركه في منزلي ،أذكر ذات رمضان ،أذكر بعد ثالث يوم ،سألته عن برنامجه في الحياة فلم يكن يعلم ما يريد ،رسمته في مدرسة تمريض خاصة ،تخرج بعمر 38 ثم عمل ممرضا لسنتين ،بعد الثورة إسترجع عمله و ترقيات رتبته،الآن برتبة نقيب في الشرطة .
كذلك جارتنا عمرها ستين سنة كانت في الفراش لسنوات لأنها أجرت عملية جراحية ،بعد الجراحة ،رسمت في جامعة خاصة و تخرجت .
هذه السنة أشرفت على مشاريع تخرج في البرمجة لعدد من الطلبة الكبار في السن كل واحد وقصته فقد إنقطعوا عن الدراسة ثم عادوا .
المهم أن تبدأ الآن
فلم يكن يعلم ما يريد ،رسمته في مدرسة تمريض خاصة
أتقصد أنك إقترحت عليه دخول مجال التمريض!
تخرج بعمر 38 ثم عمل ممرضا لسنتين ،بعد الثورة إسترجع عمله و ترقيات رتبته،الآن برتبة نقيب في الشرطة .
اعتقد أنه شخص تحدى الظروف وأصر على تحقيق هدفه ، لربما البعض عندما يصبح عمره 25 سنة وما فوق قد يفقد الدافعية في الدراسه ، لكن صديقك تحدى كل ذلك ، حتى أن الله أكرمه بأن يُصبح نقيب وهو في عمر 38 ، مع أن أشخاصًا ودخلوا في عمر الأربعين ، ولم يصل إلى رتبة نقيب .
هو من الأكادمية العسكرية في تونس تتخرج برتبة ملازم اول ،تدخل بعد الباكالوريا بسن 19أو عشرين سنة في الأكادمية يدرسون مثل كلية الهندسة سنتين تحضيري و ثلاث سنوات تخصص هندسي ثم تتخرج بعمر 24 أو 25 برتبة ملازم، و تضاف له نجمة بعد سنة تربص .
نقيب يعني ثلاث نجوم في تونس .
لم تكن لديه إرادة لكن وقتها كنت أظنه من الشرطة السرية أو البوليس السياسي لذلك رسمته في تخصص التمريض حتى لا يبقى في المنزل.
إلى يومنا هذا لا أعلم إن كانت قصة عزله حقيقية أم مفتعلة .لكن أعمل بظواهر الأمور فما فعله يعتبر إنجازا كبيرا
تخيلي أنك في الثلاثين وتحلمين بإتقان الرسوم المتحركة ، وبالبحث وجدت أنك تحتاجين لدراستها خمس سنوات
هل تعتقدين أن الأمر سيختلف كونك في العشرين أو الأربعين أو حتى في التسعين !!
فقط حددي ما تريدينه والطريقة التي تودين الحصول بها عليه ، ثم انطلقي
دعك من الموروث الثقافي كون الشخص لا ينتج ويبدع إلا في صباه
الأنبياء بعثوا في الأربعين !
وهناك من بدأ مشروعه الخاص بعد تقاعده في الستين !
أي شخص يمكنه ان ينقذ ما تبقى له من العمر مهما بلغ من العمر، ليس من المعقول أبدًا أن يتباكى شخص على ما فاته ويقضي الباقي من عمره في التباكي، إذا كان لديك عمر يقدر بقدر مساوي لعمرك الآن، كيف يعقل أن تتركه؟
التعليقات