أنا كثيرًا ما أحب الأعمال التي تختبر الإنسان عندما تقدم له تحديات لم تكن في الحسبان، ولهذا فلنتخيل أن القدر ربطنا بشريك حياة مؤذي نفسيًا لأبعد الحدود، ولا تكفي شخصيته المضطربة وحدها لتفسد حياتنا، بل عائلته كذلك يمارس كل فرد فيها كل أنواع التسلط والإهانة، ولكن تتفاجأ في اليوم الذي أردت فيه الإنفصال عن شريكك أنه مريض بمرض سينهي حياته خلال فترة معدودة، وهناك أمل ضعيف في العلاج. تلك هي المعضلة الصعبة التي وقع بها بطل العمل هنا، حين وجد نفسه حائرًا بين نيل حريته وسلامه النفسي وبين إنسانيته التي أشقفت قلبه قليلًا على مريضة غير معلوم إذا كان سيكتب لها النجاة أو الموت. حقًا القرار ليس سهلًا. من جهة فتقديم الدعم لشخص قد محى بداخلنا كل مسببات التعاطف معه هو أمر صعب، ولكن في المقابل صوت ضميرنا لن يصمت ونحن نلوح بأيدينا بعيدًا عن شخص قد يودع الحياة!
مسلسل queen of tears: ماذا لو علمت أن شربك حياتك الذي ربطتك به علاقة سامة وقررت الإنفصال عنه مريض بمرض خطير، هل تقف بجانبه أم تتخلى عنه؟
فإن لم نتعاطف صار الاختيار سهل.
لا بالعكس هو أصعب، لأن العاطفة تخبرنا بشيء والضمير والعقل يخبرنا بشيء آخر، في مشاعرنا نحن وصلنا لأقصى درجات النفور من هذا الشخص، ولكن مرضه أتى ليضعنا في مأزق حقيقي أمام إنسانيتنا، صراع داخلي ما بين هل أغلب مشاعري وابتعد حتى أكسب نفسي من جديد أم سأعد شخص أناني ومعدوم الرحمة لترك شخص مريض وعلى حافة الموت؟ إحساس الذنب يجعل القرار في كل الأحوال ليس سهلا، علينا التخلي عن شيء في داخلنا حتى نأخذ أحد القرارين، فما برأيك ما يجب التخلي عنه في هذه الحالة؟
وصلنا لأقصى درجات النفور من هذا الشخص
العقل والضمير اللذان يخبرانا أن نتعاطف مع من أوصلنا لأقصى درجات النفور؛ عليهما أيضًا أن ينصحانا بأن هناك أشخاص آخرين علينا أن نهتم بهم، فكيف نضيع أوقاتنا وأعمارنا مع من أوصلنا لهذا الشعور؟
لكني أرى لو بقي جزء من التعاطف، أي إن لم نصل لمثل تلك الحالة التي وصفتيها، فعلينا البقاء، فهذا ما يخبره الضمير والعقل، بل والمنطق.
التعليقات