الصراع الأزلي بين الأجيال يتمثل بشكل واضح في الصراعات ما بين الأهل والأبناء، طرف يتهم الآخر بالتحكم لدرجة الاختناق، والآخر يتهم الطرف الأول بالتسيب لحد الانفلات، وسط كثير من المفاهيم المشوهة والمغلوطة حول واجبات ومسؤوليات الطرفين، ومن الحلول التي دائمًا ما أسمعها من أجل وضع نهاية لهذا الصراع، هو الوعي بالفرق بين الحدود والحريات، ويعني أن نعطي الحرية لأولادنا بالتوازي مع توضيح حدودنا، ولكن هذا الحل خلق لنا مشكلة أكبر، وهو على أي أساس تُوضع الحدود وتُمنح الحريات؟

إذا اختلط علينا الأمر، سنعطي حرية زائفة مقيدة بحدودنا، أو حرية مدمرة مبنية على أسس وحدود غير واعية، وعن نفسي عندما وضعت نفسي محل الأهل، شعرت أن الأمر بالغ الصعوبة، فهناك أمثلة ومواقف كثيرة لم أتمكن من الاختيار بين إعطاء الأبناء الحرية الكاملة بها أم تقييدهم بحدود فيها. على سبيل المثال: هل أعطيهم الحرية المطلقة في اختيار شريك حياتهم! وماذا لو كان اختيارهم سيء، وسيؤثر بالسلب على مستقبلهم، إذًا هل ألزمهم ببعض القواعد عند الاختيار؟ ولكن ربما تكون المشكلة في طريقة تفكيري وقواعدي وليس الشخص المختار! كذلك اختيار التخصص ومجال الدراسة، حتى اختيار الأصدقاء، والسهر المتأخر وهذا كله مع الأبناء الكبار خاصة بالمرحلة الجامعية.